للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال بعضُهم لعلَّه: «أوتُلِيَ» أي: قُصِّرَ عنه وأُمسِكَ، من قَولِهم: لم يَأْلُ يَفعَلُ كذا؛ أي: لم يُقصِّر.

وقال بعضُهم لعلَّه: «أُعْلِيَ عنه» تصحَّف منه «انجَلَى» أو «أُجْلِيَ»، وكذا رواه ابنُ أبي خَيثَمةَ؛ أي: نُحِّيَ عنه، كما قال أبو جَهلٍ: «اعْلُ عنِّي» أي: تنَحَّ.

وفي البُخاريِّ في سُورةِ سُبحانَ: «فلمَّا نَزَلَ الوَحْيُ» [خ¦٤٧٢١]، وكذا في مُسلمٍ في حَديثِ سُؤالِ اليَهوديِّ، وهذا وهمٌ بَيِّنٌ؛ لأنَّه إنَّما جاء هذا الفصلُ عند انكشافِ الوَحيِ، وفي البُخاريِّ في كتابِ الاعْتِصام: «فلمَّا صَعِدَ الوَحْيُ» [خ¦٧٢٩٧]، وهذا صحيحٌ من نحو ما تقدَّم أوَّلًا.

في (بابِ الدَّليلِ على أنَّ الخُمُسَ لنوائبِ المُسلمِين) في حديثِ عبد الله بنِ عبدِ الوَهَّاب: «كنَّا عندَ أبِي موسَى فأَتَى ذِكْرَ دَجَاجةٍ» [خ¦٣١٣٣] كذا لأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ وبَعضِهم بفَتحِ الهَمزةِ وكَسرِ الذَّال، وعند الأَصيليِّ: «فأُتِيَ-ذَكَرَ- دَجَاجةً» بضمِّ الهمزة على ما لم يسَمَّ فاعلُه و «ذكَر» فِعل ماضٍ، وهذا أشبَه، كما قال في غيرِ هذا البابِ: «فأُتِيَ بلَحمِ دجاجٍ» [خ¦٥٥١٨]، وبدليلِ قَولِه في هذا الحديثِ: «فدَعَاهُ للطَّعامِ» [خ¦٣١٣٣] كأنَّه شكَّ الرَّاوي بما أُتِيَ به، لكنَّه ذكَر أنَّ فيه دجاجَةً.

وقوله في حَديثِ امْرَأةِ أبي أُسَيدٍ في خَبرِ النَّبيذِ: «فلمَّا فرَغَ من الطَّعامِ أتَتْهُ فسَقَتْه» كذا لابنِ الحذَّاء، وللبَاقِين: «أماثَتْه فسَقَتْه» [خ¦٥١٨٢] أي: عَرَكَتْه؛ يعني التَّمرَ المَنقوعَ، وهو الصَّوابُ.

وفي (بابِ الجُلوسِ في أفنِيَة الدُّورِ): «فإذا أتَيتُم إلى المَجالِسِ فأَعطُوا الطَّريقَ حقَّها» كذا عندهم عن البُخاريِّ [خ¦٢٤٦٥] لكافَّة رُواة الفِرَبرِيِّ والنَّسفي بالتَّاء هنا من الإتيان، و «إلى» حرفُ الخفضِ والغَايةِ، وهو وهمٌ، والصَّوابُ ما جاء في كتاب الاستئذان وغَيرِ هذا المَوضعِ: «فإن أَبَيْتُمْ إلَّا» [خ¦٦٢٢٩] بالباء بواحدَةٍ و «إلَّا» حرف استثناء.

قوله: «كنَّا نَمُرُّ على هِشامِ بنِ عامرٍ فنَأْتي عِمْرانَ بنَ الحُصَينِ، فقَال لنا ذاتَ يَومٍ» كذا لهم، وعند السَّمرقَنديِّ: «فأتى عِمرانُ» وهو وهمٌ، والأوَّلُ الصَّوابُ بدَليلِ قوله بعدُ: «إنَّكم لتجاوِزُونني إلى رجالٍ … » الحديثَ، وقائل هذا هو هشامٌ للَّذِين كانوا يَمُرُّون عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>