حَبَل الحَبَلة، والثَّالث: الغَمِيس، وقال ثعلب: الثَّالث: القُباقِب، وكلاهما من بيوع الغَرر، والمخاطرة الممنوعة، والتَّفسيران مروِيَّان عن مالك وغيرِه، وقيل: هو بيع العِنب قبل طِيبه، والحَبلة بفتحِ الحاء وسكونِ الباء وفتحها: الكرمة، قاله ثعلب، وفي الحديث:«لا تُسَمُّوا العِنبَ الكَرْمَ، ولكن قُولوا: الحَبْلَة» وقيل: معناه بيعُ الأجنَّة، وهو الحبَل في بطون الأمَّهات، وهنَّ الحَبَلَة، جمع حابل، والحبل المصدر، قاله الأخفش، قال ابنُ الأنباريِّ: الحَبَل، بالفتح: يريد به ما في بطون النُّوق، والحَبَل الآخَر: حَبَل الذي في بطون النُّوق، أُدخِلت فيه الهاء للمبالغة كما قالوا: نُكَحَة، وقال غيرُ الأخفش: حَبَلة جمع حابلة كفاجرة وفجَرة، والحَبَل: لفظ مختصٌّ ببني آدم، ولغيرِهم حَمْل إلَّا ما جاء في هذا الحديث، قاله أبو عُبَيدة.
وقوله:«لقد رأيتُنا وما لنا طعامٌ إلَّا ورَقُ الحُبْلةِ»[خ¦٥٤١٢] بضمِّ الحاء وسكونِ الباء، كذا هو، قال في كتاب مسلم:«وهو السَّمُر» كذا عند عامَّة الرُّواة، وعند التَّميميِّ والطَّبريِّ:«وهذا السَّمر»، وعند البخاريِّ:«ورق السَّمُر والحُبْلة» قال ابنُ الأعرابيِّ: هو ثمَر السَّمُر شِبه اللُّوبياء، وقيل: ثمَر العِضاه، وقيل: ثمَر الطَّلح، والأوَّل المعروف.
وقوله في الحجِّ:«كُلَّما أتى حَبْلاً من الحبالِ» بفتحِ الحاء وسكونِ الباء: هو ما طال من الرَّمل وضَخُم، وقيل: الحِبال دونَ الجبال، وفيه:«وجعلَ حَبْلَ المُشاةِ بين يدَيه» يعني صفَّهم ومجتمعَهم تشبيهاً بالأوَّل، وقيل:«حبل المشاة» حيثُ تسلُك الرَّجَّالة، والأوَّلُ أولى، وقد يحتمِل أن يريد به كثرةَ المشاة، و «الحبل» الخلْقُ.
وقوله:«فضربتُه بالسَّيفِ على حَبْلِ عاتقِه»[خ¦٣١٤٢] هو ما بين العنق والمنكب، قال ابنُ دُرَيد: حبلَا العاتق عَصَبتاه، وقيل: موضِعُ الرِّداء من العنق.
وقوله:«الاعتصامُ بحبل الله، قال ابنُ مسعود: حبلُ الله كتابُه» أي: عهوده، وهي طاعتُه وتقواه، وقيل: اتِّباعُ القرآن وتركُ الفُرقة، والحبالُ: العهود، والحبالُ: الأسباب، وقد تقدَّم في حرف الجيم والباء.
ومنه قوله:«كتابُ الله هو حَبْلُ الله» قيل: عهدُه الذي يَلزَم اتِّباعُه، وقيل: أمانُه،