صوابٌ، مثلُ: غَضْبَى؛ أي: جعَلها الله كذلك، والألفُ ألفُ التَّأنيث.
وقيل:«عَقْرَى» أي: عاقِرٌ لا تلِد، وقال الأصمعيُّ: هي كلمةٌ تُقال للأمرِ يُعْجَبُ منه: عَقْرَى وحَلْقَى وخَمْشَى؛ أي: تَعقِرُ منه النِّساءُ خُدودَهنَّ بالخَدْش، ويَحلِقنَ رُؤوسَهنَّ للتَّسلُّب على أزواجِهنَّ لمصائبِهنَّ.
ومن التَّعجُّب في حديثِ الطِّفلِ الذي تكلَّم في المهْد:«فقالت له أمه: حَلقَى»، وقال اللَّيثُ: معنَى «عَقْرَى حَلْقَى» مَشؤومةٌ مُؤذِيةٌ، تَعقِر قومَها وتَحلِقُهم بشُؤْمِها، وقيل: معنَى ذلك؛ أي: ثَكْلى فتَحلِقُ أمُّها رأسَها، وهي عاقِرٌ لا تلِد، وقيل: هي كلمةٌ تَقولها اليهودُ للحائِض، وفيها جاء الحديث، ونحوُه لابنِ الأعرابيِّ، وفي البخاريِّ: إنَّها لغةٌ لقُريش [خ¦٦١٥٧]، وقال الدَّاوديُّ: معناه: أنتِ طويلةُ اللِّسان لمَّا كلَّمتْه بما يكرَه، مأخوذٌ من الحَلْقِ الذي يَخرُج منه الصَّوتُ، وكذلك «عقرى» من العَقِيرة، وهو الصَّوتُ، وهذا تفسيرٌ مُتكَلَّف.
قوله:«فأتردَّى من حالِقٍ» الحالقُ: الجبَلُ المنِيفُ.
وقوله:«فرأى فُرجَةً في الحَلْقَة»[خ¦٦٦] بفتحِ الحاء وسكونِ اللَّام، وقيل: بفتحِها، والأوَّلُ أشهَرُ، وهي حلْقةُ القَومِ يتحلَّقون فيها، والجمعُ: حِلَقٌ، بكسرِ الحاء، مثلُ: بَدْرةٌ وبِدَر، قاله الخَطَّابيُّ، وذكَرها غيرُ واحد بالفتحِ، ومنه قولُه في الصَّحيح:«الحِلَقُ … في المسجد»[خ¦٨/ ٨٤ - ٧٨٢]، و «حِلَقُ أصحابِ محمَّدٍ»، وقال الحربيُّ فيه: الحَلْقُ والحَلْقةُ، بالسُّكون، مثلُ: تَمْرة وتَمْر، قال: ولا أعرِف حَلَقةً -بالفتح- إلَّا جمعَ حالِقٍ، والحَلْقةُ -بالسُّكون- السِّلاحُ أيضاً.
وقوله:«اتَّخذَ خاتَماً حَلْقتُه فِضَّةٌ» بفتحِ الحاء وسكونِ اللَّام أيضاً، وكذلك (حَلْقةُ القُرطِ)، قال أبو عُبَيد: وأختار في (حَلَقة الدِّرع) فتحَ اللَّام، ويجوز الإسْكانُ، وفي (حَلْقة القوم) السُّكون، ويجوز الفتحُ.
وقوله:«حَلَّق بإصبعِه والتي تَليها»[خ¦٣٥٩٨] أي: جمَع طرفَيهما يحكِي بهما الحَلْقة.
وقوله:«أنا بَرِيءٌ … من الحالِقَة»[خ¦١٢٩٦]، و «ليس منَّا من حَلَق» هو من حَلْق الشَّعَر في المصائِب.