تُخرَّجُ روايةُ القابسيِّ على أنَّهم نقَضوا حِلفَه، يُقال: تخالع القومُ إذا نقَضوا حِلفَهم.
وقوله في حديثِ جُندبٍ:«تَسمعُني أُحالِفُك وقد سمِعتَ هذا من رسول الله ﷺ فلا تَنْهاني» كذا روايةُ عامَّةِ شيوخِنا بالحاءِ المهملة، من الأيمان، وضبَطناه من كتاب ابنِ عيسى كذلك، وبالخاءِ المعجمة من الخلافِ أيضاً، وكلاهما يدلُّ عليه الحديث، لكنَّ الحاءَ المهملةَ أظهَرُ؛ لما ذكَره في الحديث من أيمانِهما:«كَلَّا والله»[خ¦٣]، و «بلى والله»[خ¦٩٩٩].
وقوله:«ولكن إذا عُمِلَ المنكَرُ جِهاراً استحلُّوا العقوبةَ» كذا لابنِ بُكير ومن وافقَه من الرُّواة وأكثرِ الرِّوايات عن يحيى بن يحيى، وجاء عنه في روايةِ القِنَازِعيِّ:«استحقُّوا» بالقافِ، والمعنى متَقاربٌ، ومعنى «استحلُّوا»: استوجَبوا، وقد تقدَّم من هذا قبلُ، يُقال: حلَّ إذا وجَب، وعند بعضِ رواة أبي ذرٍّ في:(باب شُرب الحُلوِ أو العَسَلِ) مكان: «الحَلْواءِ»[خ¦٧٤/ ١٥ - ٨٣٥١] كما تقدَّم قبلُ.
وقوله في حديث الدَّجَّال:«أنَّه خارجٌ حَلَّةً بين الشَّامِ والعراقِ» كذا رويناه من طريقِ السَّمرقنديِّ والسِّجزيِّ: بفتحِ الحاء واللَّام والتَّاء مع تشديدِ اللَّام، وسقَطت اللَّفظةُ لغيرهما، وفي بعضِ النُّسخ:«حَلُّهُ» بضمِّ اللَّام المشدَّدة، وكذا عند ابنِ الحذَّاء، وهاءُ الضَّمير مضمومةٌ، وكذا في كتابِ ابنِ عيسى، وكذا ضبَطه الحُميديُّ في «مختصَره»، وكأنَّه يُريد حلولَه، وأمَّا الرِّوايةُ الأولى فمعناه: سَمْتَ ذلك وقبالتَه، وروَى هذا الحرفَ صاحبُ «الغريبين»: «إلى خَلَّةٍ بين العراقِ والشَّامِ» بالخاءِ المعجمة المفتوحة وتشديدِ اللَّام وكسرِ التَّاء، وفسَّره ما بين البلَدين.
وفي الحديث في ذِكرُ عيسى ﵇:«فلا يحِلُّ لكافرٍ يَجِد ريحَ نَفَسه إلَّا ماتَ» كذا رويناه بكسرِ الحاء، وتقدَّم تفسيرُه، وروايتُه في أصلِ ابنِ عيسى بضمِّها، فلعلَّ ما بعدَه:«بكافر» بالباءِ بواحدةٍ، و «يَحُلُّ» من الحلولِ والنُّزولِ، والأوَّلُ أظهَرُ؛ بدليلِ بقيَّة الحديث.
قوله في (بابِ حُسنِ العَهد): «وإنْ كان لَيَذبحُ الشَّاةَ فيُهديها في خُلَّتها»[خ¦٦٠٠٤] كذا لجمهورِهم بالخاءِ المعجمةِ المضمومةِ، ورواه بعضُ رواةِ البخاريِّ:«حِلَّتِها» بالحاءِ المهملة، والحِلَّةُ -بكسرِ الحاءِ المهملةِ- القومُ النُّزول، والأوَّلُ هو الصَّوابُ والمعروفُ؛ أي: لأهل وُدِّها