هذا الحَمْلُ والمحمُول من اللَّبِن الذي كان المسجدُ يُبنَى بها أبرُّ عند الله، وأبقَى ذُخْراً، وأدوَمُ منفعةً في الآخِرة، «لا حِمالُ خَيبرَ» من التَّمرِ والزَّبيبِ والطَّعامِ المحمولِ منها الذي يَغتبِط به النَّاسُ ويُعجَبون به ويَحسُدونهم عليه؛ لأنَّه فانٍ مُنقَطعٌ صائرٌ إلى أخبَثِ مصيرٍ بعدَ الأكل، والحِمالُ والحَمْلُ بمعنًى واحدٍ، وفي روايةِ المستملي:«هذا الجِمالُ لا جمالُ خَيبرْ» بالجيمِ فيهما، وله وجهٌ، والأوَّلُ أظهَرُ.
قوله في (بابِ كثرةِ الخُطَا إلى المساجد): «فحَمَلتُ به حِمْلاً» يعني من ثِقَلِ ما سمِع وإنكارِه، كذا ضبَطناه عن شيوخِنا بالكسر، وهو هنا الصَّوابُ المعروفُ، وقد رواه بعضُهم بالفتحِ.
قوله في صفةِ الجنَّةِ:«ولما بين المِصْراعَينِ … كما بين مكةَ وحِمْيَرَ» كذا عند البخاريِّ في التَّفسير في سورةِ سبحان [خ¦٤٧١٢]، وصوابُه:«وهَجَرٍ»، وكذا ذكَره ابنُ أبي شيبةَ في «مسنده»، ومسلمٌ، والنَّسائيُّ.
قوله في بعضِ طرُقِ مسلمٍ في حديثِ وُهيبٍ:«كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حمْأةِ السَّيلِ -أو- حَميلَةِ السَّيلِ» كذا عند السَّمرقنديِّ بسكونِ الميم، وللعُذريِّ والسِّجزيِّ:«في حَمِئةِ السَّيلِ» وهما بمعنًى، وعند الطَّبريِّ:«حَميَّة» بتشدِيد الياء ولا معنًى له هنا، وفي البخاريِّ في:(صفةِ الجنَّة والنَّار) عن وُهيبٍ: «في حَميلِ السَّيلِ -أو قال: - حَمئَةِ السَّيلِ»[خ¦٦٥٦٠] مهموزٌ، وتقدَّم التَّفسيرُ.
وقوله:«يُجاءُ بالرَّجلِ يومَ القيامةِ» إلى قوله: «فيَدورُ كما يَدورُ الحمارُ برَحاهُ»[خ¦٣٢٦٧] كذا لهم، وهو الصَّوابُ، وعند الجرجانيِّ:«كما يدورُ الرحى برَحاهُ» بغيرِ ضبطٍ، ولا وجهَ له، إلَّا أن يقوله:«الرَّحَّاءُ» مشدَّدُ الحاءِ ممدودٌ، فله وجهٌ، ويكون بمعنَى الأوَّل، أو يُجعَل الرَّحَى الأخيرُ اسمَ الفِعل.
قوله في حديثِ صاحب الأخدود:«مَن لم يَرجِعْ عن دِينِه فأَحْمُوه فيها، أو قيل له: اقتحِمْ» كذا روايتُنا في جميع النُّسخ، قال بعضُهم: لعلَّه: «فأقْحِموه فيها»؛ بدليلِ ما بعدَه من قوله:«أو قيل له: اقْتحِمْ»، والرِّوايةُ عندي صحيحةٌ، من أحْمَيتُ الحديدةَ وغيرَها في النَّار إذا أدخلتَها فيها لتَحْمَى بذلك.
في حديثِ الإفك:«وهو والذي تَولَّى كِبْرَه ووجهَه» كذا لبعضِ رواةِ مسلم في حديثِ ابنِ أبي شيبةَ، ولكافَّتهم وسائرِ الأحاديث:«وحَمْنَةُ»[خ¦٤٧٥٧] يعني ابنةَ جَحْشٍ.
وقوله:«فغَضِبَ حتَّى احمرَّتا عَيناهُ» كذا روايةُ الدلائي، والوجهُ والصَّوابُ ما لغيرِه:«احمرَّتْ»، إلَّا على لغةٍ لبعضِ العرب في تقديمِ الضَّمير.