أبي مُصعَبٍ وغَيرِه، والقَعنَبِيُّ شكَّ في أحدِ اللَّفظَينِ، فقال:«رابح أو رايح»[خ¦٢٧٦٩]، وقد ذكَر البُخاري [خ¦١٤٦١] فيه الوَجهَينِ عن أصحابِ مالكٍ؛ فذكَر عن ابنِ أبي أويسٍ ويحيى بنِ يحيى التَّميميِّ بالياء باثنتين، وعن التِّنِّيسيِّ ورَوحِ بنِ عُبادَةَ بالباء بوَاحِدَة، وبالباء بواحِدَةٍ ذكَره مُسلِم.
وفي كِراء المَزارِعِ في حَديثِ إسحاقَ:«نُؤاجِرُها … على الرَّبِيعِ» كذا للعذريِّ والسِّجزيِّ بفَتحِ الرَّاء، أي: الجَداوِل على ما فسَّرناه قبلُ [ر ب ع]، وكما جاء في غَيرِه منَ الأحادِيثِ؛ أي: على ما ينبُت على شطِّ هذه الجَداوِل، فهو لربِّ الأرضِ يختَصُّ به، وما عداه للزَّارع وهو غَرَر، فلذلك نُهي عنه، وعند السَّمرقنديِّ:«على الرُّبُع» أي: الجُزءِ ممَّا يخرُج من الأرضِ وهو غَرَر أيضاً، وقد تكون الرِّوايتان بمعنًى، قد قالوا: للرُّبع رَبِيعٌ، كما قالوا للنِّصفِ نَصِيفٌ.
وفي «الموطَّأ»: «رَبِيعٌ لعبد الرَّحمن بنِ عَوفٍ» كذا هو للكافَّة بالفَتحِ كالأوَّل؛ أي: جَدْول، وعند ابنِ المُرَابِط، «رُبَيعٌ» على التَّصغيرِ، والأوَّلُ أصوَبُ هنا، وقد يكون الرَّبيع أيضاً القِسمُ من الماءِ، ويحتَمِلُ أن يكون المراد به في الحَديثِ هنا.
في التَّكبيرِ على الجَنائزِ:«صلَّى بنا أنسٌ فكبَّر ثلاثاً ثمَّ سلَّم فقيل، فاستَقبَل القِبلةَ ثمَّ كبَّر الرَّابِعَة»[خ¦٢٣/ ٦٤ - ٢١٠٥] كذا لكافَّة الرُّواة، وعند الأَصيليِّ:«ثمَّ كبَّر أربعاً»، فيحتَمِلُ أنَّه أتَمَّها أربعاً فيكون بمعنَى الأوَّلِ، ويحتَمِلُ أنَّه أعاد الصَّلاة فكبَّر أربَعاً، والأوَّلُ أولى لمُوافَقَتِه الرِّواية الأُخْرى.
في الحَديثِ الآخر:«ألم أذَرْكَ تأكُل وتَرْبَعُ» كذا للجُلُوديِّ بباءٍ بواحِدةٍ، قيل: تأكل المِربَاع، ويحتَمِل عندي أن يكون مَعناه: تتودَّع في نِعْمتي ولا تحتاجُ إلى النَّجْعَة، مثلُ النَّازلِ المَرْبَعِ في زمن الرَّبيع، أو من قولهم: ارْبَع على نَفسِك، كما تقدَّم [ر ب ع]، وفي رِوَايةِ ابنِ ماهَان:«تَرْتَع» بتاء باثنتين فوقها؛ أي: تتنعَّم وتَلهُو، أو قد يكون من معنَى الأوَّلِ؛ كما قيل في قوله تعالى: ﴿نَرْتَعْ ونَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قيل: نكون في خَصبٍ وسِعَةٍ، وقيل: نَلهُو، وقيل: نأكُلُ.
وفي حَديثِ الشَّفاعَةِ في مُسلمٍ:«يا ربَّنا، فارَقْنا النَّاسَ» * [خ¦٤٥٨١] قيل: لعلَّه إنَّنا فارَقنا النَّاس؛ بدَليلِ ما بَعدَه.