مرَّتْ عليه» «ومرَّتْ» أيضاً صوابٌ، ولـ:«مادَتْ» بالدَّالِ وجهٌ يقرُبُ من هذا، وقد يكون «مادَّتْ»[خ¦٥٢٩٩] مشدَّدُ الدَّالِ من الامتدادِ، وجاء فاعَلَ بمعنى فَعَلَ من واحدٍ، وبالتَّشديدِ ضبطَه أكثرُهم، ويُروى:«مُدَّتْ» بمعناه.
وقوله في هلالِ رمضانَ:«إنَّ اللهَ قد أمدَّه لرؤيتِه» كذا الرِّوايةُ في جميعِ نُسَخِ مسلمٍ؛ قال بعضُ المتعقِّبين: قيل: لعلَّ «أمَّدَه» بتشديدِ الميمِ وتخفيف الدَّالِ من الأمَد؛ أي: أطال أمَدَهُ، أو «مَدَّه» بغير ألفٍ، قال القاضي ﵀: والرِّوايةُ صحيحةٌ عندي، وتكون بمعنى: أطالَه، يقال: منه مدَّ وأمدَّ. قال الله تعالى: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَُمُِدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ﴾ [الأعراف: ٢٠٢] قُرئ بالوجهَينِ؛ أي: يطيلونَ لهم فيه، من الإمدادِ، أي: زادَ في عددِه النَّاقصِ فيكونُ من أمدَدْتُ الشَّيءَ إذا زدتَ فيه من غيرِه كما تقدَّم، وقد يكون من المُدَّة؛ أي: أعطاه مُدَّةً وقدْراً. قال صاحب «الأفعال»: أمدَدْتُه مُدَّةً: أعطيتَها له.
وقوله في الحديثِ الآخرِ:«لو تَمادى ليَ الشَّهرُ» وعند العُذْرِيِّ: «تَمادَّ» مشدَّدُ الدَّالِ من الامتداد، وهما بمعنىً. وجاء في الرِّوايةِ الأخرى:«لو مُدَّ لنا الشَّهرُ»[خ¦٧٢٤١].
وقوله:«بعدما امتدَّ النَّهارُ»[خ¦١١٦٧] أي: ارتفع، ورواه ابنُ الحذَّاء في مسلم وبعضُهم:«اشتدَّ» وكذا في البخاريِّ [خ¦٨٤٠]، وهو بمعنى: ارتفع أيضاً، يُقال: اشتدَّ النَّهار وامتدَّ، قال أبو عُبيد: شَدُّ النَّهار: ارتفاعُه.
وقوله:«نظرتُ إلى مدِّ بصري» كذا الرِّوايةُ عندَ أكثرِهِم، ولها وجهٌ؛ أي: امتدادَ نظرِي ومنتهاه ومسافته، لكن قيل: وجْهُ الكلام: «مَدَى بصرِي» وبالوجهَين هنا في كتابِ القاضي التَّميميِّ.
في الحجِّ في تحريمِ المدينةِ في حديثِ سهلِ بنِ حُنيفٍ:«أهوى بيدِه إلى المدينةِ، وقال: إنَّها حرَمٌ آمِنٌ» كذا لكافَّةِ الرُّواةِ، وعند الأشعريِّ عن ابنِ ماهَانَ:«إلى اليَمْنِ» مكان: «المدينة»، ولعلَّه ﵇ كان بموضعٍ تكونُ منه المدينةُ يميناً حين قالَه.
وقوله في الأشربة:«ما نبيذُ الجَرِّ؟ قال: كلُّ شيءٍ يُصنَعُ من المَدَرِ» كذا للكافَّةِ، وعند بعضِ رواةِ ابنِ الحذَّاءِ:«من المِزْر» وهو وهمٌ.