للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رُؤيتِه» [خ¦٤٥٨١] قيل: مشدَّد، وأصلُه: تُضَارِرُون من الضُّرِّ، ويُروى بتخفيفِ الرَّاءِ من الضَّيرِ، ومعناهُما واحدٌ، أي: لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً، فيكذِّبه وينازِعُه فيضرُّه بذلك، يقال: ضَارَّه يَضِيرُه ويَضُورُه، وقيل معناه: لا تُضايِقون، والمُضارَّة، المضايقةُ، بمعنى قولِه في الرِّواية الأخرى: «تُضامُّون» [خ¦٥٤٤] وسنذكُره، وقيل: لا يحجُبُ بعضُكم بعضاً عند رؤيتِه فيضرُّه بذلك، ويصحُّ أن يكونَ معناهُ: تُضارَرُون بفتحِ الرَّاء الأُولَى؛ أي: لا يضرُّكم غيرُكم بمنازعتِه وجِدالِه، أو بمُضايقتِه، أو يكون: تُضارِرون بكسرها؛ أي: لا تَضرُّوا أنتم غيرَكم بذلك؛ لأنَّ المُجادَلة إنَّما تكونُ فيما يَخفى، والمُضايقةُ إنَّما تكونُ في الشَّيءِ يُرى في حيِّزٍ واحدٍ وجهةٍ مخصوصةٍ وقدرٍ مقدورٍ، والله تعالى يتعالى عن الأقدارِ والأحوازِ، وقيل: معناهُ لا تكونونَ أحزاباً في النِّزاعِ في ذلك، وقيل: «لا تُضارُّون»: لا يمنعُكم منه مانعٌ.

وقوله: «لها ضَرَائرُ» [خ¦٢٦٦١] هنَّ الزَّوجاتُ لرجلٍ واحدٍ، والاسمُ منه: الضِّرُ بكسرِ الضَّادِ، وحُكي فيه الضَّمُّ أيضاً.

وقوله في حديثِ ابنِ أمِّ مكتومٍ: «كان ضَريرَ البَصَرِ» [خ¦٤٩٩٠]، «وشَكَا … ضَرَارَته» [خ¦٢٨٣١] كذا للمَروزِيِّ، ولابنِ السَّكنِ: «ضَرَراً به» أي: عَماهُ، والضَّريرُ: الأعمَى والزَّمِن، والضَّرَر والضَّرَارةُ: الزَّمانةُ. قال الله تعالى: ﴿غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ﴾ [النِّساء: ٩٥]. والضَّررُ والضَّيرُ والضُّرُّ والضِّرارُ كلُّه بمعنًى، ومنه في الحديثِ في قصَّةِ الوادِي: «لا ضَيرَ» [خ¦٣٤٤] بفتحِ الضَّادِ.

وقوله: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَار» قيل: هما بمعنًى على التَّأكيدِ، وقيل: الضَّرَرُ أن تضرَّ صاحبكَ بما ينفعُك، والضِّرارُ ما لا منفعةَ لك فيه، وهو يضرُّه، وقيل: بل «لا ضَرَرَ» لا يضُرُّ الرَّجلُ أخاه مبتدئاً في شيءٍ، «ولا ضِرار» لا يُجازِيه به على ضُرِّه، بل يعفُو ويسمحُ له، فالضِّرار من اثنين، والضُّرُّ من واحدٍ.

وقوله: «فما ضارَّ ذلك فارسَ ولا الرُّومَ» و «لا يَضِيرُ ذلك» [خ¦٣٤٤] يقال: ضرَّه يَضُرُّه من الضُّرِّ، وضَارَه يَضيرُه من الضَّيرِ، ومنه قوله تعالى: ﴿لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ﴾ [آل عمران: ١٢٠]، و ﴿لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ﴾ [يونس: ١٨] ومتى قُرِن بالنَّفعِ لم يُقَلْ فيه إلَّا الضُّرُّ بالضَّمِّ.

وقوله: «ما على أحدٍ يُدْعَى من هذه الأبوابِ من ضَرورَةٍ» [خ¦١٨٩٧] أي: لا يَرى مَشقَّةً.

وقوله: «لا يضرُّه أن يمَسَّ من طِيبٍ إن كان معه» هذه صورةٌ تجيءُ في كلام العربِ، ظَاهِرُها الإباحةُ ومعناها الحضُّ والتَّرغيبُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>