(سالمُ بن أبي الجَعدِ عن عبدِ الله بنِ صَفوانَ) عنهما معاً.
وفي (باب القِراءَة في صَلاةِ الصُّبحِ): (سمعت محمَّد بنَ عباد بنِ جَعفرٍ يقول: أخبَرني أبو سلمَةَ بنُ سُفيانَ) كذا في جميع نُسخِ مُسلمٍ، ووجَدت شيخَنا القاضي التَّميميُّ قد كتَب عليه:(شقيق) بشين مُعجمَةٍ وقافٍ.
وفي التَّفسيرِ في باب: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ﴾ [النور: ٢٢] في حَديثِ الإفْكِ: «فقام سعدُ بنُ عُبادَةَ فقال: ائذن لي يا رسول الله أن نضرِبَ أعناقهم، فقام رجلٌ من الخزرَجِ» كذا وقَع هنا، وهو غلَط بيِّنٌ من وجُوه؛
أحدها: أنَّ المَحفُوظ في غير هذا الحديث حيث تكرَّر في «الصَّحيحَين» أنَّ القائلَ هذا سعد بنُ مُعاذٍ، والرادَّ عليه هو سَعدُ ابنُ عُبادَةَ، ويدُلُّ عليه قوله:«لو كان من الأوس ما أحببت أن تضربَ أعناقهم»[خ¦٤٧٥٧] قاله سعدُ بنُ عبادَةَ لسَعدِ بنِ مُعاذٍ؛ لأنَّه من الأوسِ، ولا يستَقِيم أن يُقال: لسعدِ بنِ عُبادَةَ؛ لأنَّه ليس من الأوس، إنَّما هو من الخزرَجِ.
وقد كان بعض شيُوخِنا ممَّن يَعتنِي بهذا يقول: إنَّ ذكر سَعد بن معاذ أيضاً وهمٌ؛ لأنَّ سعدَ بنَ مُعاذٍ مات عام الخندَقِ من رَميَتِه فيه، وهي سنة أربع، وغزوة المُريسِيع الذي فيها حديث الإفك سنة ستٍّ فيما قال ابنُ إسحاقَ، ونبَّهني على ذلك، فذاكَرت بذلك غيره، فنبَّهني على الخلافِ في غزوَةِ المُريسِيع، وابنُ عُقبَة يقول: إنَّها سنة أربعٍ، وقد ذكَر البُخاريُّ [خ¦٦٤/ ٣٢ - ٦٠٧٥] ذلك عنه، فإذا كان هذا، سلِمَت رواية سعد بن معاذ من الطَّعن، واحتملت أن تكون قبل الخندق، وقد ذكَر الطَّبريُّ عن الواقديِّ أنَّها سنة خمس، قال: والخندَق بعدها، وذكر القاضي إسماعيل: إنَّه اختُلِف في ذلك، قال: والأولى أن تكون المُريسِيع قبل الخندَق، فعلى هذا يستَقِيم ذكر سعد بن معاذ فيه.
وأمَّا قول من قال: إنَّ المُتكلِّم أولاً سعد ابن عُبادة فخطَأ بلا مرية، وقد ذكر الخبر ابنُ إسحاقَ، ولم يسم فيه سعد بن معاذ، وقال مكان سعد بن معاذ: أُسيد بن حُضير، وأنَّه المتكلِّم أولاً، والمراجع سعد بن عُبادة آخراً، وقوله في الحديث في الصَّحيحِ:«فقام أُسيد … وهو ابن عم سعد»[خ¦٤١٤١] يصحِّح: أنَّ المُتكلِّم أوَّلاً سعد بن معاذ، وأنَّه لا وهم فيه، والله أعلم.
وفي (باب كُنيَة النَّبيِّ ﷺ: (حدَّثنا حفصُ بنُ عمرَ حدَّثنا شعبةُ عن حميدٍ)[خ¦٣٥٣٧] كذا لجَميعِهم، وفي كتاب ابنِ أسدٍ:(حدَّثنا سُفيانُ) مكان: (شعبة).