للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من أجل فُتيَاي ورَأيِي، وقد حكَى سِيبُويَه هذا من مَعانِيها، وقيل ذلك في قوله: ﴿وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ﴾ [مريم: ٤] كما تقدَّم، وقيل: المرادُ الكفَّارة؛ أي: تُلزمُنيها، والأوَّلُ أظهَرُ.

وقوله في القُرآنِ: «لهو أشدُّ تفصِّياً من النَّعَم بعُقُلِها» كذا للجُلُوديِّ في حَديثِ زُهيرٍ، ولابنِ ماهَانَ فيه: «من عُقُلها»، قالوا: وهو الصَّوابُ، وكِلاهُما صَوابٌ، رُوِي: «بعُقُلِها» و «من عُقُلِها» بمعنًى، كما قيل في قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦] أي: منها، وقيل: يشرَبُون هنا بمعنَى: (يَروون)، وقد جاء في روايةٍ أُخرَى: «في عُقُلها» [خ¦٥٠٣٣]، وهو راجعٌ إلى معنَى: (مِنْ).

ومِثلُه في حَديثِ ابنِ أبي أُويسٍ في الإحْدادِ: «فدعَتْ بطيبٍ فمسَّت به» أي: «منه» [خ¦١٢٨٢]، كما جاء في سائرِ الرِّواياتِ.

ومنه: «كنت ألزَمُ رسولَ الله بشِبَع بَطنِي» [خ¦٣٧٠٨] كذا لبعض رُواةِ أبي ذَرٍّ بالباء في (باب مَناقب جَعفرٍ)، ولغيره: «لشِبَع» وكِلاهُما بمعنًى؛ أي: مِنْ أَجْلِ شبع، وباللَّام جاء في الحَديثِ في غير مَوضعٍ [خ¦٥٤٣٢].

وقد تأتي (الباء) و (اللَّام) بمعنَى: (مِنْ أَجْلِ) كما ذكَرْناه، وكذلك في قَولِه: «إنِّي أسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ فأتجوَّز في صلاتي ممَّا أعلمُ من شدَّة وَجْدِ أُمِّه» [خ¦٧٠٩] كذا للأَصِيليِّ وللقابِسيِّ، وبَعضِهم: «لِمَا»، ولأبي ذَرٍّ: «ممَّا»، وكلُّه راجعٌ لمعنَى (منْ أَجْلِ)، كذا جاء في حَديثِ ابنِ زُريعٍ، وفي غَيرِه: «لما».

قوله: «يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحِبُك» (الباء) بمعنى: (في)، أو بمعنى: (على)، كما قال في الرِّواية الأُخرَى: «عليه صاحبُكَ».

وقول حُذيفَةَ : «ما بي إلَّا أن يكونَ رسولُ الله أَسَرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّثه غَيرِي» مَعناه تأكيد النَّفي، كقولهم: ما زيد بقائم، قالوا: و (إلَّا) هنا زائدة، والصَّوابُ سقوطها، وقد ذكَرْناه.

وقولها: «فأصابَتني حُمَّىً بنَافضٍ» [خ¦٣٣٨٨] قد يقال: إنَّ (الباء) هنا زائدة؛ أي: حمَّى نافضٍ، كما قالوا: أخذتُ خِطام البَعير، وأخَذت بخِطامِه، قالوا: لكنْ لدُخولها هنا فائدة زائدة لم تكن قبلَ دخُولها، وقد تكون على أصْلِها لإلزاق الحمَّى بنافض، قالوا: ومنه قوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] أي: اقْرَأ اسمَه.

ومنه: «قَرَأ بأُمِّ القرآن» [خ¦١١٧١]، وبكَذا، و «اقرأ بما تَيسَّر» [خ¦٦٢٥١].

وقوله: «فحطَطْتُ بزُجِّه الأرضَ» [خ¦٣٩٠٦] (الباء) هنا زائدة؛ أي: حطَطْته للأرض؛ يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>