كَنزٍ تحتَ العَرشِ لم يُعطَهنَّ أحدٌ قَبلِي، ولا يُعطَاهُنَّ أحدٌ بَعدِي».
٣٥٦٦ - وقوله:«وجُعِلَت لنا الأرض مَسجِداً، وجُعِلَت تُربَتها لنا طَهوراً» …
٣٥٦٧ - وفي آخرِ كتابِ الزَّكاة في حَديثِ بَريرَةَ رواية زُهيرِ بنِ حَربٍ:«كان في بَريرَةَ ثلاثُ قضِيَّاتٍ، كان النَّاسُ يتَصدَّقون عليها، وتُهدِي لنا، فذَكرَتُ ذلك للنَّبيِّ ﷺ، فقال: هو علَيها صَدقَة، ولكم هدِيَّة، فكُلُوه» ولم يزِدْ على ذلكَ، ولم يَذكُر غير واحدة في هذه الرِّواياتِ، والقضِيَّتان الباقِيتَان مَذكُورَتان مَشهورَتان في غَيرِها من الأحاديثِ: قضِيَّة الوَلاءِ، وقضِيَّة تخيِيرِها في زَوجِها.
٣٥٦٨ - وفي أكلِ المُحرمِ الصَّيد قولُه:«وجعَل بعضُهم يَضحَك إلى بَعضٍ» كذا لهم، وعند العُذريِّ سقَط «بعض»، وإنَّما عِندَه:«يَضحَك إليَّ» مُشدَّد الياء، وهو وَهمٌ، والصَّوابُ الأوَّل؛ لأنَّهم لو ضَحِكُوا إليه لكانَت أكثَر إشارَة، وقد قال لهم عليه والسَّلام:«أشَرتُم أو أعَنتُم؟ قالوا: لا».
٣٥٦٩ - وقوله:«إذا أحدُكم أعجَبتْه المَرأَة فليَعمِد إلى امرَأتِه فليُواقِعْها فإنَّ ذلك يرُدُّ نَفسَه» كذا لابنِ ماهانَ في حديثِ مُسلمٍ عن سلمةَ بنِ شَبيبٍ، وتَمامُه:«ما في نَفسِه» كما في سائرِ الرِّواياتِ.
٣٥٧٠ - وفي مُعجِزاته ﵇:«فجَرتِ العَينُ بماءٍ مُنهَمرٍ-أو قال: غَزيرٍ شكَّ أبو عليٍّ؛ يعني الحنَفيَّ قال: - قال: استَقَى النَّاس» كذا عِندَهم، وعند الجَيَّانيِّ وبَعضِهم:«قال: حتَّى استَقَى»، وهو الصَّحيحُ، وعند التَّميميِّ في رِوايَةِ بَعضِهم:«حتَّى أشفى» أي: أبلَغ المُسلِمين أملهم من الرَّي، والأوَّلُ المَعروفُ.
٣٥٧١ - وفي الأشْرِبةِ قوله:«نهَيتُكم عن الأشرِبَةِ في ظرُوفِ الأدمِ فاشرَبُوا في كلِّ وعاءٍ»[خ¦٩٧٧] كذا ذكَره في حديثِ ابنِ أبي شيبَةَ، وصَوابُه:«إلَّا في ظرُوفِ الأدمِ»، يصحِّحه الحديث الآخر:«نهَيتكُم عن النَّبيذِ إلَّا في سقاء»، وفي الآخر:«ولا تَشرَب إلَّا من موكأ»، وقد بيَّنا عِلَّته قبلُ في غيرِ مَوضعٍ، واختصاص السِّقاء بذلك، وأنَّ الأسقِيةَ وظروفَ الأدمِ ممَّا لا يحرُم الانتِباذ فيها أوَّلاً ولا آخِراً.
٣٥٧٢ - وأمَّا قوله:«نهَيتُكُم عن النَّبيذِ إلَّا في سِقاءٍ، فاشرَبوا في الأسقِيَةِ كلِّها» ففيه تغيِيرٌ أيضاً، وقد ذكَرنَاه في حَرفِ السِّين وصَوابُه «في الأوعِيَةِ كلِّها»، كما جاء في الحَديثِ الآخَرِ:«فاشرَبُوا في الأوعِيَةِ كلِّها»، لأنَّها الَّتي وقَع عنها النَّهيُ قبلُ غير الأسقِيَة.