النَّقيعَ» [خ¦٢٣٧٠]، وهو على عِشْرين فرسخاً من المَدينةِ، وهو صدر وادي العَقِيق، وهو أخصَبُ مَوضِعٍ هناك، وهو ميلٌ في بريد، وفيه شجَرٌ، ويستجمُّ حتَّى يغيب فيه الرَّاكب، فاختَلَفت الرُّواة وأهلُ المَعرِفة في ضَبطِه، فوقَع عند أكثَرِ رُواة البُخاريِّ بالنُّون، وكذا قيَّده النَّسفيُّ وأبو ذرٍّ والقابِسيُّ، وسَمِعناه في مُسلمٍ من أبي بَحرٍ بالباء، وكذا رُوِي عن ابنِ ماهانَ، وسمِعْناه من القاضي الشَّهيد وغَيرِه بالنُّون، وبالنُّون ذكَره الهرَويُّ والخَطَّابيُّ وغيرُ واحدٍ، قال الخَطَّابيُّ: وقد صحَّفه أصحابُ الحديثِ فيروُونَه بالباء، وإنَّما الَّذي بالباء بَقِيعُ المَدينةِ مَوضِعُ قبُورِها، وأمَّا أبو عُبيدٍ البكريُّ فقال: إنَّما هو بالباء مثل بَقِيع الغَرقَد قال: ومتى ذُكِر البَقِيع بالباء دون إضافة فهو هذا، ووقَع في كتاب الأصيليِّ في مَوضعٍ بالنُّون والفاء، وهو تَصحِيف قبِيحٌ، والأشهَرُ في هذا النُّون والقاف، و (النَّقيعُ) كلُّ مَوضِع يستَنقع فيه الماء، وبه سُمِّي هذا.
(بُطْحان) بضمِّ الباء وسكون الطَّاء بعدها حاء مُهملة، كذا يَروِيه المُحدِّثون، وكذا سَمِعناه من المشايخِ، والَّذي يحكيه أهل اللُّغة فيه (بَطِحان) بفتح الباء وكسر الطَّاء، وكذا قيَّده القَالِي في «البارع» وأبو حاتم والبَكريُّ في «المعجم»، وقال البَكريُّ: لا يجوز غيرُه، وهو وادٍ بالمَدينة.
و (بطحاء مكَّة) ممدُود، وكذلك (بطحاء ذي الحُلَيفة)، والبَطْحاءُ والأبطَحُ: كلُّ مَوضِع مُتسَع، وقد فسَّرناه في حَرفِ الألفِ.
(البُطيحاء) مُصغَّر بضمِّ الباء المَوضِع الَّذي بناه عمرُ إلى جانب المَسجدِ للمُتحدِّثين، وهي رَحْبَةٌ مُرتفعة نحو الذِّراعِ.
(بيرحا) اختَلَف الرُّواة في هذا الحَرفِ وضَبطِه؛ فرَوَيناه بكَسرِ الباء، وضَمِّ الرَّاء وفَتحِها، والمَدِّ والقصر، وبفتح الباء والرَّاء معاً. ورِوايةُ الأندلسيِّين والمَغارِبة (بيرُحا) بضمِّ الرَّاء وتَصريفِ حركات الإعراب في الرَّاء، وكذا وجَدتُها بخَطِّ الأَصيليِّ، وقالوا: إنَّها (بير) مضافة إلى (حاء) واسم مُركَّب، قال أبو عُبيدٍ البكريُّ:(حاء) على وَزنِ حَرفِ الهِجاء بالمَدينة مُستقبلة المَسجد، إليها يُنسَب (بيرحاء)، وهو الَّذي صحَّحه.
وقال أبو الوَليدِ الباجيُّ: أنكَر أبو ذَرٍّ الضَّمَّ والإعرابَ في الرَّاء، وقال: إنَّما هي بفَتحِ الرَّاء في كلِّ حالٍ، قال الباجيُّ: وعليه أدرَكتُ أهلَ العلمِ والحفظِ بالمَشرقِ.
وقال لي أبو عبدِ الله الصُّوريُّ: إنَّما هو (بَيرَحاء) بفتحهما في كلِّ حالٍ.
وعلى رِواية الأندلسيِّين ضبَطْنا الحرفَ على ابنِ أبي جَعفَرٍ في مُسلِمٍ، وبكسر الباء وفتح الرَّاء والقَصر ضبَطْناها في «المُوطَّأ» على