«وستُحْرَمون» من الحِرمان، وله وجهٌ، لكنَّ الأوَّلَ أوجهُ.
قوله في حديث يأجوجَ ومأجوجَ:«فحَرِّزْ عبادي إلى الطُّورِ» كذا عند أكثرِهم بالرَّاء، وعند بعضِهم:«فحوِّز» بالواو، وكلاهما بالحاءِ المهملةِ، وهذا الذي صحَّح بعضُهم ورجَّح، وكلاهما عندي متَقاربٌ صوابٌ؛ لأنَّ كلَّ ما حوَّزتَه فقد أحرَزْتَه، ورواه بعضُهم:«حدِّر» بالدَّال أي: أنزِلهم إلى جهتِه.
في السَّلَم في النَّهيِ عن بيعِ النَّخل:«حتَّى يُحْرَزَ»[خ¦٢٢٤٦] كذا للجرجانيِّ والقابسيِّ وعُبدوس بتقديمِ الرَّاء، وعند الأَصيليِّ للمروزيِّ بتقديمِ الزَّاي، وهو الوجهُ، وكذا في كتابِ مسلم، وجاء في روايةِ النَّسفيِّ على الشَّكِّ في اللَّفظين معاً، ومعنى الحَزْرِ هنا: إمكانُ خَرصِه، وهو حَزْرُه، والحَزْرُ التَّقديرُ، وأمَّا الحَرْزُ بتقديمِ الرَّاء، فإن صحَّت الرِّوايةُ فيكون وجهُه أنَّه إنَّما يُتَحفَّظ به، ويُحرَزُ ممَّن يَختانُه غالباً عند ابتداءِ طِيبِه؛ إذ حينئذٍ تكثُر الرَّغبةُ فيه، وقد يكون حَرْزُه تقديره وتحرِّي خرصِه.
قوله في المصاحف في (باب جمعِ القرآن): «وأَمرَ … بكلِّ صَحيفَةٍ أو مُصْحَفٍ أن تُحرَقَ»[خ¦٤٩٨٧] كذا للمروزيِّ بالحاءِ المهملةِ، وللجماعةِ بالخاءِ المعجمة، والصَّوابُ روايةُ المروزيِّ، قال القابسيُّ: وهو الذي أعرِفُ، ووجَدتُها مهملةً في كتاب الأَصيليِّ، وروى عنه بعضُهم الوجهين، وإنَّ روايةَ المروزيِّ ما تقدَّم، والمرويُّ أنَّها أُحْرِقت بعد أن مُحِيت بالماءِ ليذهَب أثرُها وعينُها، ويكون أصْونَ لما عساه يبقَى من رسومِ الخطِّ فيها، ومعَ التَّخريقِ والتَّمزيقِ لا يكونُ ذلك، بل تَصيرُ مُطَّرَحةً في غيرِ مواضعِ الصِّيانة، ويبقَى الإشكالُ والدَّاخلةُ، وسببُ الخِلاف فيها عساه يُفَكُّ من الحروف الباقيةِ فيها.
وقوله في (بابِ القضاءِ في العيبِ) في «الموطأ»: «وبه عيبٌ من حَرْق» كذا عند أكثرِ الرُّواة، وكذا ضبَطناه عن بعضِ شيوخِنا بالحاءِ المهملةِ وسكونِ الرَّاء، وضبَطه الجَيَّانيُّ:«حَرَق» بفتح الرَّاء، وعند ابنِ القابسيِّ:«خَرْق» بالخاءِ المعجمة، ورواه بعضُهم بضمِّها، والحَرَق، بفتحِ الحاءِ المهملةِ وفتحِ الرَّاء: التَّقطيعُ من دقِّ القصَّار والكمَّاد وغيرِه، وقيل فيه:«حِرْق» بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرَّاءِ، وقد يكون الحَرق -بفتحِ الحاءِ والرَّاءِ وسكونِ الرَّاء أيضاً- من النَّار.
في (باب قوله: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء: ٨٥]): «بينا أنا أمشِي مع النَّبيِّ ﷺ في خَرِبِ المدينةِ» بفتحِ الخاءِ المعجمةِ وكسرِ الرَّاء، وآخِرُه باءٌ بواحدةٍ، كذا لجميعِ رواة البخاريِّ هنا [خ¦١٢٥]، وله في غيرِ هذا الموضع:«حَرْثِ»[خ¦٧٤٦٢] بالحاءِ المهملةِ، وآخِرُه