وقوله في (بابِ بَيعِ الحطَب والكَلأ) في حَديثِ عليٍّ: «ومَعِي طالعٌ من بني قَينُقاعٍ» كذا للأَصيليِّ والقابسيِّ والحمُّوييِّ والنَّسفيِّ وأكثرِهم هنا، وفسَّرُوه بالدَّليل يعني الطَّليعةَ، ووقَع للمُستَمليْ ولابنِ السَّكنِ:«صائغ»[خ¦٢٣٧٥]، وهو الصَّحيحُ المَعروفُ هنا، وكذا في كتابِ مُسلمٍ، وكذا جاء في غَيرِ هذا البابِ بمَعناه:«وواعَدْت صَوَّاغاً»[خ¦٢٠٨٩].
وقوله:«كأنَّ عينَه عِنَبةٌ طافِيَة»[خ¦٣٤٣٩] أكثرُ الرِّواياتِ فيه بغَيرِ هَمزٍ، وهو الذي صحَّحه الشُّيوخُ والمفسِّرون؛ أي: ناتِئةٌ كحبَّة العِنبِ الطَّافيةِ فوق الماءِ، وقيل: البارِزَة من بين صَواحِبها، وقد رويناه عن بَعضِهم بالهمز، وأنكَره أكثرُهم، ولا وَجه لإنكارِه؛ لأنَّه قد رُوِي في الحَديثِ أنَّه:«مَمسُوحُ العَينِ»، و «مَطمُوسُ العَينِ، وأنَّها ليست جَحْراء ولا ناتِئَة»، وهذه صِفةُ حبَّة العِنبِ الَّتي سال ماؤُها وطَفِئت، وعلى ما جاء في الأحاديثِ الأُخَر:«جاحظُ العَينِ وكأنَّها كَوْكَب» يُحتجُّ به للرِّواية الأُولَى، ويصِحُّ الجمعُ بينَهما بأنَّه أعوَر؛ إحدَاهُما: العَوراءُ مَطمُوسةٌ ومَمسُوحةٌ وغير ناتِئةٍ وطافئةٍ بالهَمزِ، والأُخرَى: كأنَّها كَوْكَب وجاحِظَة وطافِيةٌ بغَيرِ هَمزٍ، والله أعلم.
وقد بسَطنا هذا واختلاف الرِّوايات فيه وقوله في بَعضِها:«أعورُ العَينِ اليُمنَى»[خ¦٣٤٣٩]، وفي بَعضِها:«اليُسرى»، وجَمعْنا الأحاديثَ ولفَّقْناها بمعنًى في كتابِ «الإكمال» في شَرحِ مُسلمٍ بما فيه كِفايَةٌ.
قوله في حَديثِ أذان بِلال في الصُّبح:«حتَّى يَستَطِيرَ» كذا هو لأكثَرِهم، وهو الصَّوابُ؛ أي: ينتَشِرَ الفَجْر، ورواه بَعضُهم:«يَستَطِيل» باللَّام، وهو هنا خطَأ ووهم.
وفي الرَّقائقِ:«أيْأتي الخيرُ بالشَّرِّ؟ … قال: لقَد حَمِدْناه حين طلَع ذلك»[خ¦٦٤٢٧] كذا لجُلُّ الرُّواةِ، وفي نُسْخةِ النَّسفيِّ:«حين أطلع ذلك»، ولابنِ السَّكنِ:«حين صنَع ذلك»، وهو الصَّوابُ البيِّنُ، لكن قد تخرَّجُ رِوايَة النَّسفيِّ؛ أي: حين أظهَر ذلك وأبانه بسُؤالِه، وأصلُ الطُّلوع: الظُّهورُ، واطَّلَعتُ: أشرَفْتُ، واطْلَع النَّخلُ: ظهَر طَلعه.
وتقدَّم في حَرفِ الباء الخلاف في قوله:«وغير ذلك يُطَلُّ»[الاختلاف والوهم].
وفي دُخولِ مكَّةَ بغَيرِ إحْرامٍ في حَديثِ مُسلمٍ عن ابنِ أبي شَيبةَ والحُلْوَانيِّ قوله:«وعليه عمامَةٌ سَوْداء قد أرْخَى طَرفَيها بين كتِفَيه» كذا لعَامَّة الرُّواة وفي كتُب شيُوخِنا، وعند ابن أبي جَعفرٍ:«طَرفَها»، وهو الصَّوابُ.
وفي فَضلِ الأنْصارِ:«كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَتْه» كذا لكافَّة رُوَاة البُخاريِّ، وعند الأَصيليِّ:«فأطْفَأَتْه»[خ¦٣٧٩٨] وهو الوجهُ،