يشهَدُ لوَجهِ الاستِثْناء وللاستِفْتاح أيضًا، وحُذِفَ الخبَر من قَولِه:«لكنْ»، ومن رِوايَة الاستِفْتاح أيضًا اختصارًا لدَلالةِ الكَلام عليه؛ أي: لكنْ خُلَّةُ الإسْلامِ ثابِتةٌ أو لازِمةٌ أو باقِيَة وما في مَعناها.
وقوله:«إلَّا آكِلةَ الخَضِرِ»[خ¦١٤٦٥] أكثرُ الرِّواياتِ فيه على الاستِثْناء، وروَاه بعضُهم:«ألا» على الاستِفْتاح أيضًا؛ كأنَّه قال: ألا انظرُوا آكلة الخضر، أو اعتَبِروا في شَأنها، ونحوُه، وسيأتي تَفسيرُها [خ ض ر]، ومرَّ منه [أ ك ل].
وفي خُطبةِ الفَتحِ:«ألَا أيُّ شَهرٍ تَعلَمُونَه أَعظَم حُرْمَةً؟! قالوا: ألَا شَهرُنا»[خ¦٦٧٨٥] بالفَتحِ والتَّخفيفِ فيهما، وكذلك بقِيَّة الحديثِ.
وفي حديث صاحِبَيْ القَبرَينِ من (بابِ الكَبائرِ ألَّا يَستَتِرَ مِن بَولِه): «لعَلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما ما لم يَيْبَسا أو إلَّا أنْ يَيْبَسا» بحَرفِ الاستِثْناء، كذا لأبي الهيثَمِ والحَمُّوييِّ وإحدَى رِوايَتي الأصيليِّ، ولغَيرِهم:«إلى»[خ¦٢١٦] بحَرفِ الغايةِ، وهو المَعرُوفُ في الحديثِ غيرِه، وبدَليلِ قَولِه في الرِّوايَةِ الأُخرَى:«ما لم يَيْبَسا»[خ¦٢١٦] من غير شَكٍّ.
وفي حَديثِ الثَّلاثةِ:«فَوَالله ما أنعَمَ الله عليَّ مِن نِعْمةٍ قطُّ بعدَ إذ هَدانِي الله للإسْلامِ مِن صِدقِي رَسولَ الله ﷺ أَلَّا أكُونَ كذَبْتُه فأَهلِكَ كما هلَك الَّذينَ كذَبُوا»[خ¦٤٤١٨] كذا هو بفَتحِ الهَمزةِ وتَشديدِ اللَّامِ لكافَّة رُوَاة «الصَّحيحَين» حيث تكرَّر، وعند الأَصيليِّ في (باب حديثِ كعب بنِ مالكٍ): «أَلَّا أنْ أكُونَ كذبْتُه» بزيادَةِ «أنْ»، والصَّوابُ الأوَّل، ومَعناه: أنْ أكون كذَبتُه فأُهلِك، و «لا» هنا زائدة، كما قال تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: ١٢] أي: أن تَسجُد.
وفي (بابِ الشَّهادةِ عند الحاكمِ) في حَديثِ أبي قتادَةَ: «وقال لي عبدُ الله بنُ صالحٍ: فقامَ النَّبيُّ ﷺ فأدَّاهُ إليَّ»[خ¦٧١٧٠] كذا لأبي ذَرٍّ