للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنَّسفيِّ، وعند الأَصيليِّ: «إلى مَن له بيِّنَةٌ»، وكِلاهُما صَحيحٌ.

وفي حَديثِ ابنِ عمرَ : «إنَّكَ لضَخْمٌ أَلَّا تدَعُني أسْتَقْرِئَ لكَ الحديثَ» كذا رَوَيناه وقيَّدناه عن الأسديِّ بتَشديدِ اللَّام وضَمِّ العين وفَتحِ ما بعدَها؛ أي: إنَّ جفاءَك وغباوَتِك يحمِلانِكَ على العَجلةِ لتَركِكَ اسْتِماعَ حَديثِي وقَطْعِه عليَّ بقولك: ليس عن هذا أسْألُك، فأنتَ ضَخمٌ جَافٍ من أجْلِ فِعلِك هذا، فتكون بمعنى «الَّتي» للَّومِ والعَرضِ، ورواه بعضُهم: «أَلَا» بمَعناها للعَرضِ والتَّحضيضِ، وعند ابنِ الحذَّاء: «لا تدَعُني أستَقْرِئُ» بضَمِّهِما.

وقوله: «إلَّا يَشِفُّ فإنَّه يَصِفُ» بكَسرِ الهَمزةِ؛ أي: إنْ لم يكن لخِفَّته يشِفُّ؛ أي: يُبدِي ما وراءه

ويُظهِرُه فإنَّه يصِفُ ما تحتَه برِقَّته بانْضِمامِه عليه؛ أي: يُظهِرُه كوَصفِ الوَاصفِ لذلك.

وفي (باب مَن مَلَك من العَربِ رَقِيقًا): «حدَّثنا ابنُ عَوْنٍ … كتَبْتُ إلى نافِعٍ فكتَبَ إليَّ» [خ¦٢٥٤١] كذا لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وجُمهُورِهم، ولبَعضِهم: «كتَبَ إليَّ نافِعٌ» على الاخْتِصارِ، والأوَّلُ مَعرُوفٌ، وكذا ذكَره البُخاريُّ في «تاريخه» مُبيَّنًا: «كتبتُ إلى نافِعٍ أسألُه فكتَبَ إليَّ».

وفي الجُلوسِ في الأفنِيَة: «فإنْ أبَيتُم إلَّا المَجْلِسَ» [خ¦٦٢٢٩] كذا هو حيثُ وقَع، وهو الصَّوابُ، وجاء في: (بابِ الجلُوسِ في الأفنِيَة) لسائرِ رُوَاة البُخاريِّ [خ¦٢٤٦٥]: «فإنْ أتَيتُم إلى المَجالِسِ» من الإتيان، وهو تغيِيرٌ، وقد ذكَرناه قبلُ.

وفي حَديثِ موسَى والخَضِر : «ما نقَصَ عِلْمِي وعِلْمُكَ مِن عِلْمِ الله إلَّا ما نقَصَ هذا العُصْفورُ مِن هذا البَحرِ» [خ¦١٢٢] ذكَر بعضُهم أنَّ «إلَّا» هنا بمعنَى «ولا»؛ أي: ما نقص عِلْمي ولا عِلْمُكَ، ولا ما أخَذ من البَحرِ العُصفُور شيئًا من عِلْم الله؛ أي: أنَّ علم الله لا يَدخُله نَقْص.

وقد قيل في قَولِه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا﴾ [النِّساء: ٩٢] نحوُ هذا، وإنَّما هو عند المُحقِّقين استثناء من غير الجنسِ بمعنَى «لكن» خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>