للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا رسولَ الله؛ لا نجِدُ إلَّا أمثَلَ مِن سِنِّه» [خ¦٢٣٠٦] بالكَسرِ؛ أي: لم نجد إلَّا أمثَلَ وأفضَلَ، فحَذَفوا استخفافًا لدَلالةِ الكَلامِ عليه، أو سقَط الحرفُ عن الرَّاوِي، وقد جاء في غيرِ هذا البابِ تامًّا مُبيَّنًا: «لا نجِدُ إلَّا سِنًّا أفضَلَ من سِنِّه» [خ¦٢٣٩٢].

وقوله في (بابِ ما يُذكَر من المُناوَلةِ): «حَيثُ كتَب لأميرِ السَّرِيَّةِ» [خ¦٣/ ٧ - ١١٦] كذا لهم، وعند الأَصيليِّ: «إلى أميرِ السَّرِيَّةِ»، وهما بمعنًى مُتقاربٍ، و «إلى» تأتي بمعنى «مع»، وهو إنَّما كتَب الكتابَ له ومعَه، لم يُرسِله إليه، وليس «إلى» هنا غاية.

وقوله في حديثِ الأئمَّةِ: «أفَلا نُنابِذُهم؟ قال: لا، ما أقَامُوا فيكم الصَّلاةَ» كذا لهم، وعند الطَّبريِّ: «إلَّا» ولا وجه له، ولعلَّه: «ألَا» للاستفتاح؛ أي: ما أقاموها فلا تفعلوا.

وقوله في حَديثِ: «لا تَزالُ طائفَة ظاهِرينَ» فيقولُ: «ألَا إنَّ بعضَهم على بعضٍ أمراءُ» كذا هي مخفَّفةٌ لأكثرِ الرُّواة، وهو الصَّوابُ، على الاستفتاح، وفي كتابِ شَيخِنا القاضي الشَّهيد عن العُذريِّ، فيقولُ: «الآن» بسُكون اللَّامِ، بمعنَى ظَرف زمَن الحالِ، ولا وَجْه له هنا.

وفي حديثِ «لا تتمنَّوا لقاءَ العدُوِّ»: «إنَّ عبدَ الله بنَ أبي أَوْفَى كتَبَ إلى عمرَ بنِ عُبَيدِ الله حينَ سارَ إلى الحَرُورِيَّةِ» كذا لهم، وللعُذريِّ: «إليه»، والأوَّل الصَّوابُ.

وفي حديثِ حُذيفةَ في الفِتَن: «إنِّي لأعلَمُ النَّاسِ بكُلِّ فِتنَةٍ … وما بي إلَّا أن يكونَ رسولُ الله أسَرَّ إليَّ في ذلك شيئًا لم يحدِّثْه غيري، ولكِنْ رسولُ الله قال» كذا الحديثَ، كذا في الأصُولِ كلِّها، قال الوقَّشِيُّ: الوجهُ حَذف «إلَّا»، وبه يَستقِلُّ الكَلامُ.

قال القاضي : ما قاله هو مَساقُ الحديثِ، وما يدلُّ عليه مُقتضاه؛ أي: ما اختصَّ عِلْم ذلك بي؛ لأنَّ النَّبيَّ أسرَّ جميعَه إليَّ، ولكنْ لِمَا ذكَره من أنَّ النَّبيَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>