للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والخُشَنِيِّ: بالقاف، والصَّوابُ الأوَّل.

في الأدبِ في البخاريِّ: «أَخبِرونِي بشجَرةٍ مَثَلُها مَثَلُ المسلمِ»، وقال فيه: «تَحُتُّ ورقَهَا» كذا عند أبي زيدٍ، وعند غيرِهِ: «ولا تَحُتُّ» [خ¦٦١٤٤] وهو الصَّوابُ المعروفُ في سائرِ الأحاديثِ في الصَّحيحَين، وفيها في الرِّواية الأخرى: «لا يَتَحاتُّ ورقُها، تُؤتِي أُكُلَها» [خ¦٤٦٩٨] كذا في أصلِ الأَصِيليِّ، وخرج «لا ولا، تُؤتي أُكُلَها» [خ¦٤٦٩٨]، وفي روايةِ أبي ذرٍّ: و (لا) بلا تكرارٍ، وفي ِكتاب مسلمٍ: «لا يتحَاتُّ ورقُهَا، ولا تُؤتِي أُكُلَها، قال إبراهيمُ بنُ سفيانَ لعلَّه: وتُؤتِي، وكذا كانَ عندَ غيرِي: ولا تُؤتِي أُكُلَها»، وأشكلَ على بعضِهِم هذا الكلامُ لتأويلِهِم فيه الاتصالَ حتَّى أسقط بعضُهم «لا» قبل «تؤتِي»، إذ ظاهرُ اتِّصالهِا عندَه نفيُ ما ثبتَ للنَّخْلةِ من الفضيلةِ الَّتي اختصَّتْ بها، وأثنى اللهُ عليها بها مِنْ أنَّها ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾ [إبراهيم: ٢٥] كما في أصلِ الأَصِيليِ، وزاد آخرون الواوَ قبل «تُؤتِي»، كما فعلَ إبراهيمُ في كتابِ مسلمٍ، وكلُّ هذا لا يُحتَاجُ إليه إذا انفهمَ مرادُ الكلامِ، وأنَّه كما ظهرَ إحدَاهُما نافيةٌ للعيوب؛ منها ما نَصَّ عليه، ومنها ما سكتَ الرَّاوي عن ذكرِهِ ودلَّ عليه مساقُ الكلامِ، فيجبُ الوقْفُ والسُّكوتُ على «لا» الآخرةِ، ثمَّ يُستأنَفُ الكلامُ بما يجبُ لها من صفاتِ المدحِ بقولِهِ: «تُؤتِي» ويستقلُّ الكلامُ، ولا يكون فيه خَلَلٌ.

في الرُّؤيا قوله: «إنْ كنتُ لأرى الرُّؤيا لهيَ أثقلُ عليَّ من الجبلِ -إلى قوله: - فما كنتُ لأُبالِيها» [خ¦٥٧٤٧] كذا لكافَّةِ الرُّواةِ، وعند ابنِ القاسم: «لا أُبالِيها» وهو وهمٌ.

وفي فضلِ الشَّهادةِ: «يسرُّها أنْ ترجِعَ إلى الدُّنيا، ولا أنَّ لها الدُّنيا بما فيها» وجهُ الكلامِ إسقاطُ «لا».

وفي الجنائز: في التَّرحُّمِ على القبورِ قولُ عائشةَ: «لا بي شيءٌ» كذا للصَّدَفِيِّ، «لا» هنا بمعنى: (ما)، وقد ذكرناه في حرفِ الهمزةِ والخلافَ فيه؛ إذ رُوِيَ «لا بي شيءٌ»، و «لا شيءٌ».

<<  <  ج: ص:  >  >>