وضعتْ زوجةُ إسماعيلَ تحتَ قدمِ إبراهيمَ حين غسلتْ رأسَه وهو راكبٌ ثمَّ رفعَتْه، وقد غابت رجلُه في الحجَرِ فوضعَتْه تحتَ الشَّقِّ الآخَرِ، فغابت رجلُه أيضاً فيه، وقيل: هو الموضِعُ الذي قام عليه حينَ أذَّنَ في النَّاسِ بالحجِّ، فتطاولَ به الحجرُ حتَّى علا على الجبالِ، حتَّى أشرفَ على ما تحتَه، فلمَّا فرغَ وضعَه قِبلةً، وجاء في أثرٍ أنَّه من الجنَّةِ، وأنَّه كان ياقوتةً، والمقامُ: موضِعُ القدمِ للقائمِ بالفَتحِ، وموضِعُ المَقامِ اليومَ معلومٌ، والحَجَرُ أيضاً معلومٌ، وقد قيلَ في قولِه تعالى: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً﴾ [البقرة: ١٢٥] هو هذا، وقيل: الحجُّ كلُّه، وقيل: عَرَفةُ والمُزْدَلِفةُ والجِمِارُ، ومقامُه عَرَفةُ، وقيل: الحرمُ كلُّه.
(المُلْتَزَم) ويسمَّى المَدعَى، والمتعوَّذ، سُمِّيَ بذلك لالتِزامِه للدُّعاءِ، والتعوُّذِ به، وهو ما بينَ الحجرِ الأسودِ والبابِ، قال أبو الوليدِ الأزرقيُّ: ذَرْعُ الملتزَمِ ما بينَ البابِ إلى حدِّ الحجرِ الأسودِ أربعةُ أذرعٍ، وفي «الموطَّأِ» عن ابن عبَّاسِ: «إنَّ ما بينَ الرُّكنِ والبابِ الملتَزَم» كذا للباجيِّ، والمهَلَّبِ، وابن وضَّاحٍ، وهو الصَّحيحُ كما قدَّمنا، ولسائرِ رواةِ يحيى:«ما بين الرُّكنِ والمقام» وهذا وهمٌ، وإنَّما هذا الحَطِيمُ، وهو غيرُه. وفي المدوَّنةِ في تفسيرِ الحَطِيمِ: هو ما بين البابِ إلى المقامِ فيما أخبرني بعضُ الحَجَبةِ، وقال ابنُ جُرَيجٍ: الحَطِيمُ ما بينَ الرُّكنِ والمقامِ وزمزمَ والحجرِ، وقال ابنُ حبيبٍ: هو ما بينَ الرُّكنِ الأسودِ إلى البابِ إلى المقامِ حيثُ ينحطِمُ النَّاسُ؛ يعني للدُّعاءِ، وقيل: بل كانتِ الجاهليَّةُ تتحالفُ هناكَ، ويحطِمون هناك بالأَيمانِ؛ فمن دعا على ظالمٍ أو حلفَ هناك آثماً عُجِّلَتْ عقوبتُهُ، قال ابنُ أبي زيدٍ: فعلى هذا كلُّ هذا حَطِيمٌ، الجدارُ من الكعبةِ، والفضاءُ الذي بينَ البيتِ والمقامِ، وعلى هذا تتَّفِقُ الأقاويلُ والرِّواياتُ كلُّها.
(المُحَصَّب)[خ¦١٥٦٠] بضمِّ الميم وفتح الصَّاد والحاءِ المهملَتين وآخرُهُ باءٌ بواحدةٍ بين مكَّةَ ومِنى، وهو إلى مِنى أقربُ، وهو بَطحاءُ مكَّةَ، وهو الأبْطحُ، وهو خِيفُ بني كنانَةَ، وحدُّه من الحَجُونِ ذاهباً إلى مِنى، وقد ذكرناه، وزعمَ الدَّاودِيُّ أنَّه ذو طَوى، ولم يقلْ شيئاً! والمُحصَّبُ أيضاً موضعُ رمْيِ الجِمَارِ بمِنى.
(المُعرَّس)[خ¦١٥٣٣] بضمِّ الميمِ وتشديدِ الرَّاءِ وآخرُه سينٌ مهملةٌ على ستةِ أميالٍ من المدينة؛ منزلُ رسولِ الله ﷺ حين يخرجُ من المدينةِ ومُعَرَّسُهُ.