وذكَر بعضُهم أنَّها مَبنِية من «إنِيَّة الشَّيء» بمعنى إثباته، وقولهم فيه: إنَّه كذا.
وحكى اللِّحيانيُّ أنَّه ممَّا يتَعاقَب فيه الظَّاء والهمزة، وأن مَئِنَّة ومَظِنَّة بمعنى واحدٍ، كأنَّ الهمزةَ عنده مُبدَلة من الظَّاءِ بمعنَى مَجدَرة ومَخلَقة كما تقدَّم.
قوله:«لولا أنَّه في كتَابِ الله» كذا رِوايةُ يحيَى بنِ يحيَى وابنِ بُكيرٍ وجماعةٍ من رُواةِ «المُوطَّأ» بالنُّونِ، وكذا رواه البُخاريُّ في الطَّهارةِ من غير حَديثِ مالكٍ، وهي روايةُ ابنِ ماهانَ في مُسلمٍ، وعند أبي مُصعبٍ وابنِ وَهبٍ وآخرِينَ من رُواةِ «الموطَّأ»: «آيَةٌ»[خ¦١٦٠] بالياء، وهي روايةُ الجُلُوديِّ.
قال مالك: والآية قوله: ﴿إن الحسنات يذهبن السئيات﴾ [هود: ١١٤]، وقال عُروَةُ: هو قولُه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا﴾ الآيةَ [البقرة: ١٥٩].
وفي وَصِيةِ الأُمَراءِ:«فإنَّكم أَنْ تخفِروا ذِمَّتَكم» كذا لهم، وعند العُذريِّ:«فإنَّهم» وهو خطَأ، والأوَّل الصَّوابُ.
وفي حَديثِ ابنِ مُثنَّى وابنِ بشَّارٍ قول مُعاوِيَة ﵁:«ماتَ رسولُ الله ﷺ وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّينَ وأبو بكرٍ وعمرُ، وأنا ابنُ ثلاثٍ وستِّينَ» كذا هنا في كتابِ شَيخِنا القاضي التَّميميِّ، وعند غَيرِه:«وماتَ أبو بكرٍ وعمرُ، وأنا ابنُ ثلاثٍ وستِّينَ»، وهو الَّذي في كتُب كافَّة شيُوخِنا.
وفي بَعضِ الرِّوايَاتِ:«وماتَ أبو بكرٍ وعمرُ وهما ابنَا ثَلاثٍ وستِّينَ»، وهذا بيِّن الوجهِ.
وتأوِيلُ ما للكَافَّة:«وأبو بَكرٍ وعمرُ» عطفاً على قوله: «ماتَ رسولُ الله ﷺ وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّينَ وأبو بكرٍ وعمرُ» وتمَّ الكَلامُ ثمَّ قال: «وأنا ابنُ ثلاثٍ وستِّينَ» وأنا أنتظر أجَلِي، وهذا أصحُّ الوُجوهِ، وقد جاء مُفسَّراً في «فوائد ابنِ المُهندِس» عن البَغويِّ فقال: