للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «من عُرِضَ عليه رَيحَانٌ فلا يَرُدَّه» أي: من أُهديَ له، والعُراضَة -بالضَّمِّ-: الهديَّةُ.

وقولُه: «وعَرِّضْه للفِتَنِ» [خ¦٧٥٥] أي: انصِبه لها وامتحنهُ بها.

وقولُه: «فرأيتُه … يَتَعَرَّضُ للجَوارِي» [خ¦٧٥٥] أي: يتصدَّى لهنَّ ويراودُهنَّ.

وقولُه: «إنَّك لَعَريضُ الوِسَاد» وفي الرِّواية الأخرَى: «إنَّ وِسَادَك لَعَريضٌ» [خ¦٤٥٠٩] طويلٌ؛ لمَّا تأوَّلَ الخيطَ الأبيضَ والخيطَ الأسودَ بالعِقالَين، وجعلهما تحتَ وسادِه، وجعلَ يأكلُ حتَّى يتبينَ له الأبيضُ من الأسودِ منهما.

وقيلَ: أرادَ إنَّ نومَك لعريضٌ، فكَنَى بالوسادِ عنه، وقيل: أرادَ أن موضعِ الوِسَادِ منك لعريضٌ، يريدُ من رأسِه وعنقِه، ويدلُّ عليه قولُه في الرِّوايةِ الأخرَى: «إنَّك لعَرِيضُ القَفَا» [خ¦٤٥١٠] قال الهرويُّ: كنايةٌ عن السِّمَنِ، وقالَ الخطَّابيُّ: وقد يكونُ كنايةً عن الغباوةِ، وقيل: إنَّه أرادَ أنَّ مَن أكلَ مع الصُّبحِ في صومِهِ أصبحَ عريضَ القَفَا؛ لأنَّ الصَّومَ لا يُنهِكُه.

قال القاضِي : ومرادُه في الحديثِ بَيِّنٌ لا يحتاجُ إلى شيءٍ من هذا التَّكليفِ لوضوحِ مَقصدِه، وأنَّه أرادَ أنَّ وِسَاداً يكونُ تحتَه أو عُنُقاً يتوسَّدُ الخيطَ الأبيضَ والخيطَ الأسودَ لعريضٌ؛ إذ هما اللَّيلُ والنَّهارُ اللذانِ أرادَ الله بالخيطِ الأبيضِ والخيطِ الأسودِ، إذِ اللَّيلُ والنَّهارُ هما الزَّمانُ كلُّه، المشتملُ على الدُّنيا وأقطارِها عَرضاً وطُولاً، وكذا جاءَ في البخاريِّ في كتابِ التَّفسيرِ: «إنَّك إذاً لَعَريض القَفَا إن كانَ الخيطُ الأبيضُ والخيطُ الأسودِ تحتَ وِسَادِك» وإلى نحوِ هذا أشارَ القَابِسيُّ.

وقولُه في أُسَيفعِ جُهَينةَ: «أدانَ مُعْرِضاً» بسكونِ العينِ، قيل: معناه هنا: المعترضُ لكلِّ من يداينه، وقيل: معترِضاً ممكِّناً؛ أي: دانَ مِن كلِّ من يُمكنه ويعترِضُ له، يقالُ: عرضَ لي الأمرُ وأعرَض؛ أي: أمكنَنِي، وهذا قد ردَّه بعضُهم؛ لأنَّ الحالَ إذاً من غيرِه لا منه، وقيلَ: مُعرضاً عن النَّصيحةِ في ألَّا يفعلَ ذلك ولا يستدِينَ، قاله ابن شُميل، وقيلَ: معرِضاً عن الأداءِ لا يُبالي ألَّا يؤدِّيه.

وقوله: «ثمَّ اعتُرِضَ عَنها»، و «عن الذي يُعتَرَض عن امرأته» أي: أصابته علَّة أضعفَت ذَكَرَهُ عن الجِماعِ، وهو المعترضُ، وقد كان يأتي النِّساء قبلُ، والعنِّينُ الذي خُلقَ خِلْقةً لا يأتيهنَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>