يذكُرها قبلُ؛ فأعرضَ عنها حَذراً منها، وهو معنَى أشاحَ، وسيأتي تفسيرُه.
وقوله:«أأخبرُكَ عن رسُول الله ﷺ وتُعارِض فيه؟!» أي: تخالفُه وتعترضُ عليه بمقالٍ آخرَ تضاهيه به.
و «العَرَض»[خ¦٦٤٤٦] بفتحِ العينِ والرَّاءِ: ما أصابَ من حوادثِ الدَّهرِ وأمراضِه، و «عَرضَه من الجنِّ عارضٌ»، ومن المرضِ مثلِه.
وفي شعرِ حسَّانَ الذي ذكرَه مسلمٌ:«عُرضَتُها اللَّقاء» بضمِّ العينِ، معناه: قصدُها ومذهبُها، يقال: اعترضتُ عَرْضَه؛ أي: نحوتُ نحوَه، وقد يكون بمعنى صَولتِها وقوتِها في اللقاءِ، يقال: فلانٌ عُرْضَةٌ لكذَا؛ أي: قويٌ عليه.
وقولُه فيه:
«فإنَّ أبي ووالدَه وعِرضِي … لِعرضِ محمَّدٍ منكم وَقاءُ»
[خ¦٤١٤١]، وقولُه:«أعْرَاضَكُم حَرَامٌ»[خ¦٦٧]، وذُكر:«عِرضُ المسلِم» هذا عندَ الكافَّةِ كلُّ ما يُذكَر به الرَّجلُ، ويُتَنَقَّصُ به من أحوالِه وأمورِه وسَلفِه وحسَبِه، وأنكرَ هذا ابن قتيبةَ، وقالَ: إنَّما عِرضُ الرَّجلِ نفسُه لا سَلفُه، وفي شعرِ حسَّانَ الخلافُ أيضاً؛ ابنُ قتيبة يقول: أرادَ نفسَه، وابنُ الأنباريِّ وغيرُه يقول: أرادَ بقيَّة أسلافِه الذين يُذمُّ ويُمدَحُ بسببِهم.
وقولُه:«يبيح عُقُوبَته وعِرْضَه»[خ¦٤٣/ ١٣ - ٣٧٤٩] أي: ذمَّه وسبَّه على ذلك.
وقوله:«في المعاريضِ مَندُوحَةٌ عن الكَذِب»[خ¦٧٨/ ١١٦ - ٩٢٣٨] قال الحربيُّ: هو الكلامُ الذي يشبِه بعضَه بعضاً ممَّا لا يُدخِل على أحدٍ مكروهاً، قال القاضي ﵀: وهو التَّوريةُ بالشَّيءِ عن آخرَ بلفظٍ يَشرَكُهُ فيه أو يتضمَّنُ فصلاً من جملتِه، أو يَحتمِلُه مجازُه وتصريفُه.
وقولُه:«في التَّعريضِ الحدُّ» هو التَّلويحُ بالشَّيءِ من القبيحِ بغيرِ صريحِ لفظِه ولكن بما يُفهِمُه مقصِدُه، واختلفَ العلماءُ في وجوبِ الحدِّ للمُعرِّضِ بما يوجب الحدَّ صريحُه، وقد بسطناه في غيرِ هذا الكتابِ.
وقولُه في عثمانَ:«فَعَرَّضَ به عُمر» مشدَّدَ الرَّاءِ، من هذا؛ أي: أفهمَه ولم يصرِّح، وهو قولُه في الحديثِ:«ما بالُ رجالٍ يتأخَّرون»، وفي الرِّوايةِ الأخرى:«أيُّ وقتٍ هذا» * [خ¦٨٧٨].
وقولُه:«استَبرَأ لِدِينِه وعِرضِهِ»[خ¦٥٢] أي: حمايةُ نفسِه من الوقوعِ في المشكلِ والحرامِ، وتأوَّله بعضُهم على أنَّه بمعنى العِرْض الذي هو الذَّمُّ والقولُ فيه.