وفي فضائلِ الأنصارِ:(سمعتُ أبا أُسيدٍ خطيباً عندَ ابنِ عُتبَة) كذا روايةِ الجمهورِ، وعندَ بعضِهم:(عندَ ابنِ عُتيبةَ) مصغَّراً، وهو وهمٌ، هو الوليدُ بنُ عتبةَ بنِ أبي سفيانَ، والي المدينةِ لعمِّه معاويةَ.
وفي كفَّارَةِ الوُضوءِ، وحديثِ:«وإنَّ الشَّمسَ تطلُعُ ومعها قَرْنُ الشَّيطان»: (مالكٌ عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ … بنِ عبدِ الله الصُّنابحيِّ) كذا قال يحيى بنُ يحيى والقعنبيُّ وقتيبةُ وأكثرُ الرُّواةِ عن مالكٍ: (عن عبدِ الله الصُّنابحيِّ).
قال البُخاريُّ: وهم فيه مالكٌ، إنَّما هو (أبو عبدِ الله الصُّنابحيِّ)، واسمه عبدُ الرَّحمنِ بنِ عُسَيلةَ، تابعيٌّ أسلمَ في حياةِ النَّبيِّ ﷺ، قال القاضي أبو الفضلِ ﵀: قد رواه غيرُ مالكٍ عن زيدِ بنِ أسلمَ، كما قال مالكٌ، لقولِ أكثرِهم، فمالكٌ إنَّما روَى عن زيدٍ ما روَى غيره، فدلَّ أنَّ الوهمَ ليسَ منه، وقد رواه معمرٌ والدَرَاوَرديُّ وغيرُهما:(عن زيدٍ، عن أبي عبدِ الله الصُّنابحيِّ) كما قالَ البُخاريُّ؛ ورواه بعضُهم عنه:(عن الصُّنابِحِي)[خ¦٣٨٩٣] غيرَ مسمَّى ولا مكنَّى.
وقال ابنُ معينٍ: عبدُ الله الصُّنابحيِّ يروي عنه المدنيونَ، يشبه أن تكونَ له صحبةٌ، وروي عنه أيضاً غيرَ هذا، وأن أحاديثَه مرسلةٌ، قال أبو عمرَ: ليسَ في الصحابةِ: عبدُ الله الصُّنابحيِّ.
وفي بابِ ﴿إِلَّا مَن تَابَ﴾ [مريم: ٦٠]: «عن سعيدِ بنِ جبيرٍ: سألني عبدُ الرَّحمنِ بنِ أبزَى أن أسألَ ابنَ عبَّاسٍ» كذا في البُخاريِّ في التَّفسيرِ وغيرِه [خ¦٤٧٦٦]، وعند مسلمٍ أيضاً كذلك، وقد ذكرَه البُخاريُّ أيضاً قال:«ابنُ أبزَى»[خ¦٤٧٦٥] غيرَ مسمًّى.
قال بعضُهم صوابُه:(قال لي سعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبزَى) وكذا رواه أبو عبيدٍ، أو لعلَّه سقطَ (ابن) قبلَ عبدِ الرَّحمنِ منَ الرِّواية الأخرى، أو تصحَّفَ من (ابنِ) نونِ كنايةِ «أمرَني» ويكونُ: أمرَ ابنَ عبدِ الرَّحمنِ؛ لأنَّ سعيداً من أصحابِ النَّبيِّ ﷺ، قال القاضي ﵀: لا يُنكَر سؤالُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبْزَى، واستفادتُه من ابنِ عبَّاسٍ، فقد سأله من هو أفقَه منه وأقدمُ صحبةً.
وفي (بابِ استخلافِ الإمام): «فخرجَ -يعني النَّبيَّ ﷺ بينَ عبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، وبينَ رجلٍ آخرَ»[خ¦٤٤٤٢] كذا ذكرَه مسلمٌ في حديثِ عبدِ الملك بنِ اللَّيثِ لكافَّتِهم، من رواية عُقَيلٍ عن الزُّهريِّ، ومن طريقِ ابنِ أبي عائشةَ، وعندَ ابنِ ماهانَ: «بينَ