إلَّاالله» [خ¦٦٩٣٨] كذا الرِّوايةُ، ومعناه: ألا تظنُّونه يقولها كما قال:
فمتَى تقُول الدَّار تجمعنا
أي: تظُنَّ، في الظَّاهرِ أنَّه خِطابٌ للجَميعِ، فإن كان على هذا فهو وَهمٌ، وصَوابه:«أفلا تقُولُونه»، قال بعضُهم: ويحتَمِل أن يكون خطاباً للواحدِ، فأشبع الضَّمَّة، وهي لغةٌ، كما قال:
أدنُو فأنظُور
يريد أنظُرُ، ومِثلُه ما رُوِي في أذان بلالٍ:«الله أكبار» فأشبَع الفَتحَة.
وقوله في حَديثِ «لتُسألُنَّ عن نَعيمِ هذا اليَومِ» لأبي بكرٍ وعمرَ: «قومُوا فقاما معه» كذا في جَميعِ نُسخِ مُسلمٍ، ووَجهُه:«قُومَا».
وقوله في قَتلِ ابنِ الأشرَفِ:«إنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ»[خ¦٤٠٣٧] أي: آخِذٌ به، ويحتَمِل أن يريد غالب له به وعلَيه، ومنه الحَديثُ الآخَر:«سُبحَان من تَعطَّف بالعزِّ وقال به» قال الأزهريُّ: أي: غلَب به، ورأيتُ ابنَ الصَّابوني في «شرحه» ذكر هذه الكَلِمة: «قابل به» بالباء لا غير، وما رأيتُ أحداً من شيُوخِنا ضبَطَها علينا كذلك، لكنِّي وجَدتُها كذلك عند بَعضِ الرُّواة، فإن صحَّت فمعناه يرجِعُ إلى هذا؛
أي: أخَذَ به، مِن قَبِلَت القَابِلةُ الصَّبيَّ إذا تلَقَّته وأخَذَته، وقبلتُ الدَّلوَ من المُستقَى فأنا قابلٌ إذا أخَذتَه منه وصَبَبته في القُفِّ، وبنَحوٍ من هذا فسَّره، لكن لا يتَعدَّى قبل هنا بحَرفِ جَرٍّ، وقد جاء في الحَديثِ به.
ومِثلُه قوله:«وبلالٌ قايل بثَوبِه» بياء باثنَتَين تحتَها؛ أي: باسِطُه، كما جاء في الحَديثِ الآخَر:«بَاسِطٌ ثَوبَهُ، يُلْقِينَ الصَّدقة»[خ¦٩٦١]، وروَاه بعضُهم بالباء من القَبُول على نحو ما تقدَّم.
وفي حديث «إذا فُتِحت عليكم فارسُ والرُّومُ»: «قال ابنُ عَوفٍ: نَقُولُ كما أمَرَنَا الله» كذا في جَميعِ نُسخِ مُسلمٍ، قال الوَقَّشِيُّ: أُراه «نكون»، وبه يستَقِلُّ الكَلام، ألا ترى جَوابَه ﵇:«أوَ غيرَ ذلكَ تَنَافَسُونَ … » الحديثَ.
وفي الدُّعاءِ:«أمتِعْني بسَمعِي وبَصرِي وقُوَّتي» كذا لرُواةِ «المُوطَّأ»، وضبَطه بعضُهم:«وقوِّني» والأوَّل أصوَب بدَليلِ ما قبْلَه.