حَفصةَ، قالت عائشةُ: فقلتُ يا رسولَ الله؛ أُراه فُلاناً لعمِّ حفصةَ من الرَّضاعَةِ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله؛ هذا رجلٌ يستَأذِنُ في بَيتِكَ، فقال رسولُ الله ﷺ: أُراه فُلاناً، لعمِّ حَفصةَ من الرَّضاعَةِ» [خ¦٢٦٤٦] تَقدِيمُ هذا القَول عن عائشةَ أولَ الحديثِ: «أُراه فلاناً» زيادةٌ ووهمٌ، وهو ثابتٌ للمَروزيِّ والجُرجانيِّ والهرَويِّ وأكثَرِهم، وإنَّما الكلامُ للنَّبيِّ ﷺ كما جاء آخِراً جَواباً لقَولِ عائشَةَ آخراً له، كما جاء في غَيرِ هذا الحديثِ في سائر الأبوابِ في الأمُّهاتِ الثَّلاثِ [خ¦٣١٠٥]، والصَّوابُ سقوطُ تلك الزِّيادة من قول عائشةَ إلى قَولِها الثَّاني، وكذا جاءَت ساقِطةً لبَعضِ الرُّواةِ على الصَّوابِ.
٢٥٠٧ - وفي (باب إذا زَكَّى رجلٌ رجلاً كفَاه): «وقال أبو جَمِيلةَ: وجَدتُ مَنبوذاً، فلمَّا رأى عمرَ كأنَّه يَتَّهمُني قال عمرُ؛ يعني: إنَّه رجلٌ صالحٌ، قال: كذاك، اذهَب وعلَينا نفَقتُه» كذا جاء مُلفَّقاً مُصحَّفاً في رِوايَة المَروزيِّ، وفيه اختِلالٌ ونَقصٌ، ونحوُه لأبي ذرٍّ، إلَّا أن عنده موضعَ «فلمَّا رأى عمر»: «فلمَّا رآني»، والوَجهُ ما عند الأَصيليِّ:«فلمَّا رأَى عمرَ-بفتح الرَّاء- كأنَّه يَتَّهمُني، قال عَريفِي: إنَّه رجلٌ صالحٌ»، وهذا كلامٌ صحيحٌ، والفاعلُ بـ:«رأى» مُضْمرٌ وهو «عَريفِي» المَذكورُ بعدُ، «قال كذاك» يريد أنَّ عمرَ قال كذاك تصدِيقاً له، وعند الهَمْدَانيِّ:«فلمَّا رآني عمرُ قال: عسَى الغُويرُ أبؤُساً! كأنَّه يَتَّهمُني، فقال عَريفِي»[خ¦٥٢/ ١٦ - ٤١٥٩]، وهذا أبينُ وأتمُّ كَلاماً.
٢٥٠٨ - وفي (باب الصُّلحِ بين الغُرماءِ): «وفَضَلَ ثلاثةَ عشرَ وَسْقاً، سبعةٌ عَجوةٌ وستةٌ لونٌ، أو ستةٌ عجوةٌ وسبعةٌ لَونٌ»[خ¦٢٧٠٩] كذا لهم، وهو الوَجهُ، وعند الجُرجانيِّ:«أو سِتةٌ لونٌ وسَبعةٌ عَجوةٌ»، وهو تكرَار كَلامٍ ليس فيه سِوَى التَّقدِيم والتَّأخِير، فإنْ لم يكن تحرِّياً من الرَّاوي وإلَّا فهو وَهمٌ.
٢٥٠٩ - وفي كتابِ: الشُّروطِ: «فجاءَهُ أبو بَصيرٍ رَجلٌ من قُريشٍ»[خ¦٢٧٣١] كذا جاء هنا، وهو وَهمٌ، إنَّما هو ثقفِيٌّ حلِيفٌ لقُريشٍ، وفي آخَرِ الحَديثِ صَوابُه ونِسبَته ثَقَفيّاً مُبيَّناً.