للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥١١ - وفي (بابِ الكَافرِ يقتُلُ المُسلِمَ ثمَّ يُسلِمُ) وذكَر حديثَ أبي هريرَةَ: «قدِمتُ على النَّبيِّ بخيبر … قلتُ: يا رسولَ الله؛ أَسهِمْ لي، فقال بعضُ بَني سَعيدِ ابنِ العاص: لا تُسْهِمْ له يا رسولَ الله؛ فقال أبو هريرةَ: هذا قاتلُ ابنِ قَوقَلٍ، فقال له ابنُ سَعيدِ ابنِ العاص: وَاعَجباً لوَبْرٍ تَدلَّى علَينا من قَدُومِ ضَأنٍ … » [خ¦٢٨٢٧] الحديثَ، ونحوُه في المَغازِي [خ¦٤٢٣٧] في حَديثِ ابنِ المَدينِيِّ عن سُفيانَ، وفي هذا الكَلامِ قَلبٌ وتحرِيفٌ قبيحٌ من الرُّواةِ.

وصَوابُه ما جاء في غَزوَةِ خَيبرَ في حَديثِ الزُّبيدِيِّ عن الزُّهريِّ [خ¦٤٢٣٨]، وفي كتابِ أبي داودَ وغَيرِه:

«أن رسولَ الله بعَث أبانَ بنَ سَعيدِ بنِ العاصِ على سرِيَّة من المَدينةِ قِبَلَ نَجدٍ، فقَدِمُوا علَيه بخَيبرَ، قال أبو هريرَةَ: فقلت: يا رسولَ الله؛ لا تُسهِم له، فقال أبانُ: وأنتَ بهذا يا وَبرُ تَدلَّى … » وذكَر الحديثَ، وعليه يدُلُّ المعنَى؛ لأنَّ هذه صِفَة أبي هريرَةَ وبِلادِه، لا صِفَة القُرشيِّ، و «قَدُوم ضَأنٍ» مَوضِعٌ ببِلادِ دَوس قَومِ أبي هريرَةَ، وقد تقدَّم الخلافُ في لَفظِه ومَعنَاه، ومعنَى «وبر» في تَراجِم حرُوفِها قبلُ.

٢٥١٢ - وقوله في (بابِ أقرُّكُم ما أقرَّكُم الله) وحَديثِ خَيبرَ «وكانَت الأرضُ لما ظهَر عليها لليَهودِ ولله ورَسُولِه» [خ¦٣١٥٢]، قال القابِسيُّ: لا أعرِفُ ممَّن وقَع الغلَط فيه، يعني أنَّها صارَت كلُّها «لله ولِرسولِه وللمُسلمينَ» [خ¦٣١٦٧] كما جاء في سائرِ الأحاديثِ، قال أبو عبدِ الله بنُ أبي صفرَةَ: بل الصَّوابُ «لليهُودِ»؛ لأنَّه لما ظهَر أوَّلاً على ما ظهَر منها سألُوه الصُّلحَ على أن يسلِمُوا له الأرضَ الَّتي بقِيَت بأيدِيهِم، فكانَت لهم، فلمَّا تمَّ الصُّلحُ صار ذلك كلُّه بعدُ لله ورسُولِه والمُسلمِين.

٢٥١٣ - وفي (بابِ الكَفارةِ قبلَ الحِنْثِ): «كنَّا عند أبي موسَى وكان بينَنا وبينَه هذا الحيِّ من جَرْمٍ إخاءٌ ومَعروفٌ، فقدَّمَ طعَامه، وقدَّمَ في طَعامِه لحم دَجاجٍ» كذا للأَصيليِّ، ولكافَّتهم مِثلُه، إلَّا أنَّ عِندَهم، «وكان بينَنا وبينَ هذا الحيِّ» [خ¦٦٧٢١]، وهو الصَّوابُ، وعند عُبدُوس والقابِسيِّ: «فقُدِّم طعامٌ، وقدِّم في طَعامِه» على ما لم يُسمَّ فاعلُه، وما للجماعة أبيَن.

٢٥١٤ - وفي (بابِ البشَارَةِ بالفُتوحِ): «أَلَا تُرِيحُني من ذِي الخَلَصَةِ، وكان بيتاً فيه خَثعَم يُسمَّى الكَعبةَ» [خ¦٣٠٧٦] كذا للمَروَزيِّ، وهو وَهمٌ، وللجُرجانيِّ: «فيه صنَم لخَثعَم»، ولبَعضِهم: «وكان في خَثعَم»، وكذا جاء في المَغازِي [خ¦٤٣٥٦]، وهاتان الرِّوايَتان صحِيحَتان، لكن يدُلُّ أنَّ رِوايَة المَروَزي هي صحِيحُ رِوايَةِ البُخاريِّ-على وَهمِها- لقَولِه آخرَ الباب: «قال مُسدَّدٌ: بيتٌ في

<<  <  ج: ص:  >  >>