للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من لَفظةِ «النَّبي » من ذلك أوَّلاً و «كلُّ» من «على ذلك»، والله أعلَم.

٢٥١٩ - وقوله في التَّفسيرِ: «والقطر: الحديدُ» [خ¦٦٠/ ٤٠ - ٥٢٥٣] المَعروفُ أنَّه النُّحاس، وكذا ذكَره في مَوضعٍ آخَر على المَعرُوفِ [خ¦٦٠/ ٧ - ٥١٤٨].

٢٥٢٠ - وفي الحديثِ في صِفَة موسَى : «ضرْبٌ» [خ¦٣٣٩٤] وهو ذو الجِسمِ بين الجِسمَينِ، وقيل: القليلُ اللَّحمِ، وفي الرِّوايةِ الأُخرَى: «جعد» [خ¦٣٢٣٩]، إذا جعَلنَاه بمعنَى: مُكتَنِز اللَّحمِ كان بمعنَى: «ضرب»، وفي الأُخرَى: «مُضطَرِب» [خ¦٣٤٣٧] وهو ضِدُّ الضَّربِ والجَعدِ، والمُضطَربُ: الطَّويلُ غير الشَّديدِ، وفي رِوايَة أُخرى عند مُسلمٍ: «جسيم سبط»، فإنْ رَدَدناه إلى الطُّولِ كان وِفاقاً، ولا يصِحُّ ضَرْب جَسِيم لكَثرةِ اللَّحمِ، لأنَّه ضِدُّ ما تقدَّم، وإنَّما جسِيمٌ في صِفَة الدَّجَّالِ، وقد تقدَّم شرحُ هذه الألفاظِ في حرُوفِها.

٢٥٢١ - وفي حَديثِ السَّقيفةِ: «لقد خوَّف عمرُ النَّاس» [خ¦٣٦٦٩] كذا لجَميعِهم، وكان في أصلِ الأَصيليِّ: «أبو بَكرٍ»، ثمَّ كتَب عليه «عمر» ولم يُغيِّر أبا بَكرٍ، والصَّوابُ «عمرُ»؛ لأنَّ ذِكْر أبي بَكرٍ جاء بعد هذا.

٢٥٢٢ - وبعده: «وإنَّ فيهم لنِفَاقاً فردَّهم الله بذلك»، كذا جاءَت هذه الجُملةُ في جميعِ النُّسخِ الَّتي وقَفْنا علَيها من البُخاريِّ، وذكَرها أبو عَبدِ الله بنُ أبي نَصرٍ في «اختصاره الصَّحيح» بغَيرِ هذا اللَّفظِ: «وإنَّ فيهم لتقىً فأفرَدَهم الله بذلك»، فلا أدْرِي أهو إصلاحٌ منه أو من غَيرِه، أو رِوايةٌ أو إحالةٌ من الرُّواةِ له، وكأنَّه أنكَر النِّفاقَ عليهم حينئذٍ، ولا يُنكَر كونه في زَمنِه ، وبعد مَوتِه ذلك، وقد ظهَر في أهلِ الرِّدَّة وغيرِهم، ولاسيَّما عند الحادثِ العظيمِ من مَوتِه الَّذي أذهَل عقُول جُلِّ الصَّحابةِ، فكيف ضُعفاءُ الإيمانِ والقُلوبِ من سَوادِ النَّاسِ والأعرابِ، والصَّوابُ عندي ما في النُّسخِ واتَّفقَت عليه رِواياتُ شيُوخِنا.

٢٥٢٣ - وفي مَناقبِ سَعدٍ: «ما أسلَم أحدٌ إلَّا في اليَومِ الَّذي أسلَمتُ فيه» [خ¦٣٧٢٧] كذا في جَميعِ النُّسخِ، قال بعضُهم: وهو وَهمٌ، وصَوابُه بإسقاطِ: «إلَّا»، قال القاضي : وكأنَّه حمَل الكَلامَ على ظاهرِ عمُومِه، وهو تأويلٌ بعِيدٌ، والصَّوابُ عندي ما جاءَت به الرِّوايةُ بإثبَاتِها، ومَقصدُه أنَّه ما أسلَم أحدٌ قبلَ إسلامي إلَّا من أسلَم؛ يعني يومَ إسلامِه، وبدَليلِ قَولِه: «ولقَد مَكثْت سَبعةَ أيَّامٍ وإنِّي لثُلثُ الإسْلامِ» [خ¦٣٧٢٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>