الحديثِ، وقد يستَقِيمُ بما بعدَه من قَولِه:«وإنه عارَضَه الآن مرَّتين وإنِّي أُرى الأجلَ قَرُبَ» ولو كانَت عادَته لم يَرْتَبْ بذلك، ولا استَدَلَّ به على وَفاتِه.
٢٦٠٥ - وفي حديثِ الَّذي عضَّ يد رَجُلٍ قولُه:«ادفَع يدَك حتَّى يعَضَّها ثمَّ انتَزِعْها» كذا في جميعِ النُّسخِ، قال بعضُهم: الَّذي يصِحُّ به المَعنَى: «ثمَّ لا تنزعْها» على طريقِ التَّبكيتِ له؛ لأنَّه لا بُدَّ لك من نَزعِها، كما فعَل هو، وكقَولِه:«أتَأمُرني أن آمره أن يدَعَ يدَه في فيك؟»، قال القاضي ﵀: ويصِحُّ عندي ما جاء في الرِّوايةِ على نَحوِ هذا المَعنَى؛ أي: افعل ذلك وانتزعها فإن أسقَطتَ ثنيتَه فلا حرَج عليك كما قضَى له.
٢٦٠٦ - وفي الحجِّ في حديثِ ابنِ أبي شَيبَةَ:«أما شَعرْت أنِّي أمَرتُ النَّاسَ بأمرٍ فإذا هم يَتردَّدون؟ قال الحكَمُ: كأنَّهم يَتردَّدون أحْسِبُ: ولو أنِّي استَقبَلتُ من أمري ما استَدبَرتُ … » الحديثَ، صَوابُه «قال الحكَمُ: كأنَّه يَتردَّدون» أي: شَكَّ في هذه الكَلِمة بدَليلِ قَولِه بعدُ: «أحسِبُ»، وبهذا يستَقِيم الكَلامُ وينفهِمُ، وكذا في كتابِ ابن أبي شَيبَةَ:«كأنَّه»، ويدُلُّ له أيضاً قولُه آخر الحديث الآخر بعدَه، ولم يذكر شَكَّ الحَكمِ في قَولِه:«يَتردَّدون».
٢٦٠٧ - وفي حَديثِ أضيافِ أبي بَكرٍ:«وكان بَينَنا وبين قَومٍ عَقدٌ، فمَضى الأجلُ، فعرَّفْنا منه اثني عشر رجلاً، مع كلِّ رجلٍ منهم ناسٌ» أي: جعَلْنا عُرفَاء كذا قيَّدناه عن شيُوخِنا، وهي رِوايةُ الجُلُوديِّ، وعند الرُّواةِ عن ابنِ ماهانَ فيه تغيِيرٌ وتخلِيطٌ، ونصُّ ما عِندَهم:«فمَضَى الأجلُ، فعرفنا الأجلَ، فجاء اثنا عشر رجلاً» وكذا جاء في غَيرِ مَوضعٍ من «الصَّحيحَين»[خ¦٦٠٢]، مع اختِلافِ هذا اللَّفظ بين «عرَّفنا» و «فرَّقنا»، وقد ذكَرناه في العَينِ.
وفيه:«فقالَت: ولا قرَّة عَينِي لهي الآن أكثَر» كذا للعُذريِّ، وهو غلَط، وصَوابُه «لا، وقُرَّةِ عَينِي» وكذا للبَاقِينَ.
٢٦٠٨ - وفي أكلِ الضَّبِّ:«وكان قلَّ ما يقْدَم إليه بطَعامٍ حتَّى يُحدَّث به» كذا للعُذريِّ بسُكون القافِ وفَتحِ الدَّال، وعند السِّجزيِّ:«أقلَّ» بزيادَةِ ألفٍ، وفي رِوايَةٍ أُخرَى:«بين يدَيه»، وكلُّه اختِلالٌ في الرِّوايةِ واضطرابٌ؛ لأنَّه قد ذكَر قبلُ أنَّها قدَّمَته له، ويَقتضِي هذا اللَّفظُ أنَّها لم تُقدِّمه بعدُ، وصَوابُه:«قلَّ ما تُقَدِمُ بين يديه» بفَتحِ القاف وكَسرِ الدَّال «الطَّعام» باللَّام، وكذا كان في كتابِ شيُوخِنا لغير العُذريِّ، وهو مثل قَولِه في الحَديثِ الآخَرِ:«لا يأكل شيئاً حتَّى يعلم ما هو».
٢٦٠٩ - وفي أطْفالِ المُشرِكين:«سُئِل ﵇ عن أولادِ أطفَال المُشرِكين» كذا للسِّجزيِّ في حَديثِ