٢٩٧٨ - وفي البُخاريِّ في قَولِه (باب تَعديلِ كَم يجُوزُ): «قلنا: قلتَ: لهذا وجَبَت، قال: شهَادةُ القومُ المُؤمِنونَ شُهداءُ الله في الأَرضِ»[خ¦٢٦٤٢] كذا ضبَطَه بعضُهم؛ أي: هي شَهادَة ثمَّ استأنف الكَلامَ، فقال:«المُؤمِنونَ شُهداءُ الله في الأرضِ»، وضبَطَه بعضُهم:«شهادةُ القومِ» على الإضافةِ، وكذا للأصِيليِّ، فـ:«المُؤمِنُون» هنا رفعٌ بالإبتداءِ، و «شُهدَاءُ» خبرُه، و «القومِ» خفض بالإضافةِ، و «شهادة» على هذا خبر ابتداءٍ محذُوفٍ؛ أي: سبب قولي: شهادة القوم، وروَاه بعضُهم:«المؤمنين» نعتٌ للقَومِ، ويكون «شُهدَاء» على هذا خبر مُبتَدأ محذُوفٍ؛ أي: هم شهداءُ الله، ويصِحُّ نصب «شهادة» بمعنى: من أجل شهادة القوم، ومَن روَى «القوم» مرفوعاً كان مُبتَدأ، و «المُؤمِنون» وَصفُهم.
٢٩٧٩ - وقوله:«فسُقُوا النَّاسُ»[خ¦١٠٢٠] بالرَّفعِ على البَدلِ من الضَّمير في «فسُقوا»، وهو مَذهبُ البَصريِّين، أو يكون على ما لم يُسمَّ فاعلُه على اللُّغةِ الأخرَى في تَقديمِ ضميرِ الجَماعةِ.
٢٩٨٠ - وقوله:«مَن لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ»[خ¦٥٩٩٧] أكثر ضَبطِهم فيه بالرَّفعِ على الخبرِ.
٢٩٨١ - وفي (باب لا تَشهَد على شَهادةِ جورٍ): «خيرُكم قَرنِي، قال عِمرانُ: لا أدري أَذَكَرَ النَّبيُّ ﷺ بعدَ قرنَينِ أو ثلاثةً، قال النَّبيُّ ﷺ: إنَّ بعدَكم قَوماً … »[خ¦٢٦٥١] الحديثَ، قال بعضُهم: صوابُ الكَلامِ: «بعدُ قرَنين» برَفعِ الدَّال وبنَصبِ: «قَرنَين» على المَفعولِ بـ: «ذَكَر».
قال القاضي ﵀: وعندي أنَّ ما قاله هذا لا يصِحُّ، بل يختَلُّ به الكَلامُ وينقَطِعُ ممَّا بعدَه من قوله:«إنَّ بعدكم قوماً»، وكأنَّه عندَه كلامٌ آخر، والصَّوابُ عندي نصبُ «بعدَ» وخفض «قرنين» به، ومفعول «ذَكَر» الجملةُ في قَولِه: «إنَّ بعدَكم»، وكرَّر «قال النَّبيُّ ﷺ» بياناً وبدَلاً من «ذَكَرَ النَّبيُّ ﷺ» قبلُ، وعلى هذا يستَقِلُّ الكَلامُ وأنَّ النَّبيَّ ﷺ ذكَر وقال بعدَما ذكَر من قرْنَين أو ثلاثةٍ الَّتي شكَّ فيها عِمرانُ صِفَة الذين يأتون بعدَهم، كما جاء في الأحاديثِ الأُخرِ:«ثمَّ يأتي قوم يشهدون … »[خ¦٦٤٢٨] الحديثَ.
إلَّا أنَّ قولَه هنا:«بعدكم» فيه تغيِيرٌ ووَهمٌ، وصَوابُه:«بعدهم» بالهاء؛ أي: بعد القرُون المُختارةِ الَّتي ذكَر، ولم يُرِد مَن يأتي بعد قَرنِ الصَّحابةِ، قال القاضي ﵀: وقد يصِحُّ؛ أي: بعد الخيار الذين الصَّحابة المُخاطَبون مِنهُم.
٢٩٨٢ - وقوله:«ففارَقها فجَرَت السُّنَّة في المُتلاعِنَين»[خ¦٧٣٠٤] كذا جاء في كتابِ الاعتصَامِ وتقوِيمُه هنا بنَصبِ: «السُّنَّةَ».