٣٠٦١ - وقوله:«أخفَّ الحدُود ثمانين» كذا روَاه السِّجزيُّ بالفَتحِ فيهما على جوابِ السُّؤالِ؛ أي: اجلدهم أخفَّ الحدُود ثمانين، فـ:«أخف» مَفعُول، و «ثمانين» بدَلٌ منه، وعند العُذريِّ وغيرِه:«أخفُّ الحدُود ثمانون» على المُبتدَأ وخبره، والأوَّل أوجَه وأفصَح.
٣٠٦٢ - وقوله:«هذه مكانُ عُمرَتك»[خ¦١٥٥٦] ضبَطْناه بالرَّفعِ على الخبرِ؛ أي: عوض عُمرَتك الفائتة، وبالنَّصبِ على الظَّرفِ، قال بعضُهم: والنَّصبُ الوَجهُ ولا يجوز غيرُه، والعاملُ فيه محذوفٌ، تقديره: هذه كائنة مكان عُمرَتك، أو مجعُولَة مكانها ونحوُه، والرَّفع عندي هنا الصَّحيحُ؛ لأنَّه لم يرِدْ به الظَّرف والمَكانَ، وإنَّما أراد به عوضَ عُمرَتك الفائتة وقضاءً عنها.
٣٠٦٣ - وقوله:«فهَذا أوَان قطعَت أبهَرِي»[خ¦٤٤٢٨] فيه الضَّمُّ على الخبرِ لمُبتدَأ «هذا»، والنَّصبُ على الظَّرفِ، وقال بعضُهم: لا يجوز فيه إلَّا ذلك، وبُنِيت على الفتحِ لإضافَتِه إلى مَبنِيٍّ، وهو الفِعلُ الماضي؛ لأنَّ المُضافَ والمُضافَ إليه كالشَّيءِ الواحدِ.
٣٠٦٤ - وقوله:«الذَّهبُ بالذَّهبِ مثلٌ بمثلٍ»، وعند الأصِيليِّ:«مثلاً بمِثلٍ»[خ¦٢١٧٦].
٣٠٦٥ - وقوله في خبرِ عائشةَ وأمِّ سلمَةَ:«لقد رأيتُهما تَنقُزان القِرَب على ظهُورِهما»[خ¦٢٨٨٠] أكثر الرِّواياتِ فيه فتح «القِربَ»، وقال الشُّيوخُ: صَوابُه ضمُّه على الابتداء والقَطعِ، وقد ذكَرناه في حرفِ القاف، وبيَّنا وجه ذلك ومَعنَاه، ومن روَاه «تُنقزَان» بضمِّ أوله، ووَجهُ صَوابِ الرِّوايةِ فيه بالنَّصبِ علَيه، وأوضَحْنا معاني الوَجهَين بما يُغنِي عن إعادَتِه.
٣٠٦٦ - وقوله:«أليسَ هذا خيرٌ له» كذا لكافَّة شيُوخِنا، وعندَ ابنِ أبي جَعفرٍ:«خيراً» بالنَّصبِ.
٣٠٦٧ - وفي حديثِ خُبيبٍ:«لولا أنْ تظنُّوا ما بي جَزَعٌ» كذا جاءَت الرِّواية في البُخاريِّ [خ¦٣٩٨٩] في المَغازِي بالضَّمِّ، زاد في روَايةِ ابنِ السَّكن:«لأطَلتُهما»؛ يعني الرَّكعتَين، ودلَّ علَيها في روَايةِ الحَذفِ الكَلامُ، والوَجهُ:«جزعاً» مَنصُوب بالمَفعُولِ الثَّاني لـ: «تظُنُّوا»، إلَّا على ما جاء في غيرِ هذا البابِ:«أن ما بي جزَعٌ»[خ¦٣٠٤٥]، و «ما» هنا هي المَفعولُ الأول بمعنَى: الَّذي؛ أي: تظُنُّ الَّذي أفعَل من إطالَتي لها جزعاً منِّي من المَوتِ، وليسَت «ما» هنا نافِيَة، إلَّا إذا صحَّحنا رواية الرَّفع في «جزَع»، وخرَّجنا له وجهاً فتكُونُ نافِيَة، ويكون مَفعُول «تظنُّوا» محذُوفاً؛ أي: تظُنُّوا بي الجزَعَ،