«عاصم»، وهما روَياه عن عبدِ الله بنِ الحارثِ، كِلاهُما فيه عن عائشةَ، كذا تَقويمُ هذا اللَّفظِ.
٣١٣٢ - وفي الرُّؤيا في حديثِ القَعنبِيِّ:«وليَتعوَّذ من شرِّها، فإنَّها لا تضُرُّه، فقال: إنْ كنتُ لأرى الرُّؤيا … » الحديثَ كذا جاء في مُسلمٍ مُبهَماً، وقائل ذلك أبو سلمَةَ، وكذا جاء مُفسَّراً في غيرِ مَوضعٍ من هذه الأصولِ [خ¦٥٧٤٧]، ووقَع هنا للسَّمرقَنديِّ:«قال أبو بَكرٍ: إنْ كُنتُ»، وهو وَهمٌ، وليس في سَندِ القَعنبِيِّ هذا مَن كُنيَته أبو بَكرٍ حتَّى يصرف إليه مع ما ذكَرْناه.
٣١٣٣ - وقوله:«خلَق آدمَ على صُورَتِه»[خ¦٦٢٢٧] أمَّا في الحديثِ الَّذي لم يُذكَر فيه سبَبٌ في كتابِ السَّلامِ والاستِئْذانِ في البُخاريِّ [خ¦٦٢٢٧] … وفي كتابِ مُسلمٍ، فالهاءُ عائدةٌ على آدمَ؛ أي: على خِلقَتِه وصورته الَّتي خلَقَه عليها، أو على هَيئتِه الَّتي وُجِد عليها، ولم يُنشَأ في الأرحامِ، ولا انتُقِل في الأطوارِ، ولا كان من أبوَين، ولا كان نُطفَة ثمَّ عَلقَة ثمَّ مضغَة كغَيرِه، كما قال تعالى: ﴿خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩] بدليلِ قَولِه في تَفسيرِ الحَديثِ: «طوله سِتُّون ذراعاً»[خ¦٦٢٢٧]، وهذا أحسَن ما قيل فيه، وفي الحديثِ تأوِيلاتٌ أُخَر للأئمَّةِ، قد ذكَرناها في مَوضِعها من هذا الكتابِ، ومن «شَرحِ مُسلمٍ».
وأمَّا في الحديثِ الآخَرِ الَّذي ذكَره مُسلِم في الَّذي رآه يَضرِبُ وَجهَ عَبدِه، فأظهَر ما فيه أنَّ الهاء عائدة على المَضرُوب وجهه؛ أي: إنَّ هذه الصُّورةَ الَّتي شرَّفها الله تعالى خلق عليها آدَم وذرِيَّته.
٣١٣٤ - وقوله:«لا تدخُل المَلائكَة بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورةٌ، يريدُ بالصُّورةِ التَّماثيل الَّتي فيها الأرواح»[خ¦٤٠٠٢] قال القابِسيُّ: القائلُ «يريد» هو ابنُ عبَّاسٍ.
٣١٣٥ - وقوله في مُسلمٍ في دعاءِ النَّبيِّ ﷺ:«اجعَل في قَلبِي نوراً-إلى قوله: - قال كُريبٌ: وسَبعاً في التَّابوتِ، فلقِيتُ بعضَ ولدِ العبَّاسِ فأخبَرني بهِنَّ» قائل هذا سلمةُ بنُ كُهيلٍ راوي الحديث عن كُريبٍ، وقد فسَّرنا الحديثَ في حَرفِ التَّاء.
٣١٣٦ - وفي البُخاريِّ في كتابِ الفتَنِ في حَديثِ بَدلِ بنِ المُحبَّر في خبرِ أبي موسَى وأبي مَسعودٍ وعمَّار وقول عمَّار لهما:«ما رأيتُ مِنكُما-إلى قوله- وكَساهُما حُلَّة حُلَّة، ثمَّ راحُوا إلى المَسجدِ»[خ¦٧١٠٢] ظاهرُه أنَّ الكاسي عمَّار لكَونِه المَذكُور المُتكلِّم آخراً، وإنَّما الكاسي أبو مَسعودٍ لأبي موسَى وعمَّار، ورَد مُفسَّراً في البابِ بعدُ:«فقال أبو مَسعودٍ-وكان مُوسِراً-: يا غلامُ؛ هاتِ حُلَّتين فأعطَى إحداهما أبا موسَى والأُخرَى عمَّاراً، وقال: رُوحَا فيهما إلى الجُمعةِ»[خ¦٧١٠٥].