قال القاضي ﵀: وليس في هذا ما يُستَدرَك على البُخاريِّ؛ لأنَّ البُخاريَّ إنَّما ذكَره أوَّلاً عن النَّبيِّ ﷺ مجرَّداً إلَّا من ذكر:«عن ربِّه»، ثمَّ ذكَر السَّندَ الآخَر، ووصَلَه إلى أبي هريرَةَ، وأراد أن يُبيِّن أنَّ في هذا الطَّريقِ الزِّيادة الَّتي نقَّصها مَن تقدَّمه من ذِكْرِه «عن ربِّه»، مع المُوافَقة في سائرِ الحَديثِ قبلُ وبعدُ، واستَغنَى عن ذكر رَفعِه إلى النَّبيِّ ﷺ بذِكْرِه أوَّلاً مَرفُوعاً.
٣٣٢٧ - وفي باب: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٦]: «فسَأل عنَّا، فقال: النَّفرُ الأشعَرِيُّون»[خ¦٧٥٥٥]، وفي غيرِ هذا البابِ:«أين النَّفرُ الأشعَريُّون»[خ¦٣١٣٣]، وهو أبيَن وأشرَح، والأوَّل بمَعنَاه، بحَذفِ حَرفِ الاستِفْهامِ.
٣٣٢٨ - وفي البَابِ:«آمرُكُم بأربَعٍ، وأنهاكُم عن أربَعٍ»[خ¦٧٥٥٦] سقَط في رِوايَةِ الأصِيليِّ: «بأَربَع» أوَّلاً، وحوَّق علَيه، وأُراهَا سقَطَت لأبي زَيدٍ عِندَه، وثبَاتُها الصَّحيحُ، وسقُوطُها وَهمٌ.
٣٣٢٩ - وفي (باب الشَّمسِ والقَمرِ): «﴿سَابِقُ النَّهَارِ﴾ [يس: ٤٠] يتَطالَبانِ حثِيثَينِ يُخرِجُ أحدَهما من الآخَرِ ويجري كلُّ واحدٍ منهما» كذا للأصِيليِّ بضمِّ ياء «يُخرِجُ»، وعند الباقين:«حثِيثَين ﴿نَسْلَخُ﴾ [يس: ٣٧]: نُخرِجُ أحدَهما من الآخَرِ، ويجري كلُّ واحدٍ مِنهُما»[خ¦٥٩/ ٤ - ٤٩٨٤]، وهذه الرِّواية أشبَه؛ لأنَّ «نُخرِجُ» تَفسِير ﴿نَسْلَخُ﴾، لا تَفسِير قَولِه: ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾ [يس: ٤٠]، ويكُونُ قوله:«ويجري» قد جاء مُؤخَّراً، وحقُّه أن يكون مُقدَّماً بعد قَولِه:«حثِيثَين».
٣٣٣٠ - وفي ذِكْر المَلائكةِ:«ورُفِعتْ لي سِدرَة المُنتهَى فإذا كأنَّه قِلالُ هَجرٍ» كذا للأصِيليِّ والنَّسفيِّ، وعند أبي ذرٍّ وعُبدُوسٍ:«فإذا نَبِقُها»[خ¦٣٢٠٧]، وبه يتِمُّ الكَلامُ، وهو المَعروفُ في غيرِ هذا البابِ [خ¦٣٨٨٧].
٣٣٣١ - وقوله في صِفَة إبليسَ في حديثِ مَحمُودٍ:«إنَّ الشَّيطانَ عرَض لي-إلى قوله- فأمكَننِي الله منه، فذكره»[خ¦٣٢٨٤] كذا لأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ وعُبدُوسٍ، وفيه إشكالٌ، وبيَانُه رِوايَة غَيرِهم:«فذَكَر الحديثَ».
٣٣٣٢ - وفي البَابِ:«إذا مرَّ بين يدي أحدِكُم شيءٌ وهو يُصلِّي»[خ¦٣٢٧٤] كذا لكافَّتهم، وسقَط:«يدي» عند القابِسيِّ، وهو وَهمٌ.
٣٣٣٣ - وفي البَابِ:«أفِيكُم الَّذي أجارَه الله من الشَّيطانِ على نَبيِّه ﷺ» كذا لبَعضِ مَشيَخةِ أبي ذرٍّ، وصَوابُه ما للكافَّةِ:«على لسانِ نَبيِّه ﷺ»[خ¦٣٢٨٧].