الإسْلامِ»، فعلى هذا يكون قوله:«إلَّا آل فلان» تكرَاراً لقَولِها وحكايةً على طريقِ الإنكارِ لا على الإباحَةِ لعُمومِ قَولِه بعدَه: «لا إسْعادَ في الإسْلامِ»، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ حين قال له أبو سُفيانَ:«ادع لمضرَ، قال لمضرَ! إنَّك لجَرِيءٌ»[خ¦٤٨٢١].
٣٥٤٦ - وفي كتاب التَّوبةِ عن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ:«حدَّثنا حدِيثَين حَدِيثاً عن نَفسِه وحَدِيثاً عن رسولِ الله ﷺ يقول: لله أشدّ فرَحاً بتَوبةِ عَبدِه … » الحديثَ، ولم يَذكُر ما حدَّث به عن نَفسِه، وقد ذكَره البُخاريُّ، وهو قوله:«المؤمنُ يرَى ذنُوبَه كأنَّه قاعِدٌ تحت جبَلٍ يخافُ أن يقَع علَيه، والفاجرُ يرَى ذنُوبَه كذُبابٍ مرَّ على أنفِه، فقال به هكذا»[خ¦٦٣٠٨] أي: إنَّ هذا الكَلامَ والتَّمثِيلَ من قولِ عَبدِ الله نَفسِه، لم يَروِه، والأوَّل أسنَدَه عن النَّبيِّ ﷺ.
٣٥٤٧ - وفي إسْلامِ أبي ذرٍّ:«رأيتُه يأمُر بمَكارمِ الأخْلاقِ، وكَلاماً ما هو بالشِّعرِ» كذا رِوايةُ الجُمهورِ من شيُوخِنا، وعند بَعضِهم مُلحَقاً:«وسَمِعتُ كَلَاماً»، وهو أبيَن.
٣٥٤٨ - وفي الفَضائلِ في حديثِ عَبدِ الله ابنِ مَسعودٍ أنَّه قال:«﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: ١٦١] ثم قال: على قِراءَةِ مَن تأمُرونَنِي أن أقرَأ، فلقَد قَرأتُ على رسُولِ الله ﷺ بِضعاً وسَبعِينَ سُورَة» كذا في جَميعِ النُّسخِ، وفيه بَترٌ واختصارٌ لا يُفهَم منه مُرادُه إلَّا بذِكْرِه وثباتِه.
وتَمامُه ما جاء في كتابِ ابنِ أبي خَيثمةَ يَرفَع الحديثَ إلى أبي وَائلٍ:«قال: لما أمَر في المَصاحفِ بما أمرَ؛ يعني: أمر عُثمانُ بتَحريقِ ما عدا المُصحَف المُجمَع عليه الَّذي وجَّه نُسخَه إلى الآفاقِ، وذكَر ابنُ مَسعودٍ الغلُولَ وتَلَا الآيةَ، ثمَّ قال: فغلُّوا الَمصاحِف؛ أي: أخفوها ولا تمكنُّوا من إحرَاقِها».
وفي طَريقٍ آخَر:«إنِّي غالٍ مُصحفِي فمَن استَطاعَ أن يغلَّ مُصحَفه فليَفعَل، فإنَّ الله يقول: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: ١٦١] على قِراءَة مَنْ تأمرُونَني أن أقرَأ؟ على قِراءَة زَيدِ بنِ ثابتٍ! لقد أخَذتُ مِن فِيِّ رسولِ الله ﷺ سَبعِينَ سورَة، وزيدُ بنُ ثابتٍ له ذُؤابَة يَلعَب مع الغِلمَانِ».
وفي طَريقٍ آخَر:«صبِيٌّ من الصِّبيانِ».
فبِهَذا التَّمامِ ينفَهِم مقصَده بتِلاوَةِ الآيةِ، وبذِكْر زَيدٍ، وتَخصِيصِه ما ذكر من السّورِ.
٣٥٤٩ - وفي (باب سنِّ النَّبيِّ ﷺ ومقامه بمَكَّة) وقول ابنِ عبَّاسٍ فيه: «بِضعَ عَشرَة» وقول عُروَة في ذلك: «إنَّما أخذه من قَولِ الشَّاعرِ»، لم يزِدْ، يريدُ قوله: