للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحاب الترجيح من المقلّدين، كأبي الحسين القُدُوري، وصاحب "الهداية"، وأمثالهما، وشأنهم تفضيل بعض الروايات على بعض آخر بقولهم: هذا أولى، وهذا أصحّ رواية، وهذا أرفقَ للناس.

تدرك، وتعرف مكانةُ العالم من خلال آثاره ومؤلّفاته، ومؤلّفات الإمام القُدُرى مع قلّتها، هي الأثر الخالد لهذه الشخصية العلمية، التي تشهد برسوخه في الفقه.

[تصانيف الإمام القدوري]

أذكر ههنا مؤلَّفاتِ الإمام القدوري -رحمه الله تعالى- مما يكون أنموذجًا لمساعيه الجبارة في مِضْمار تدوين المؤلَّفات.

١ - التجريد في الفروع في سبعة أسفار

وهو كتابٌ عظيمٌ في فقه الموازنة، وبخاصّةٍ في مسائل الخلاف بين الحنفية والشافعية، شرع في إملائه سنة خمس وأربعمائة، وأبانَ فيه عن حفظه لما عند الدارقطني من أحاديث الأحكام وعِلَلِها.

أوله: اللّهمَ اعصمْنا من الزلل إلخ. أفردَ فيه ما خالفَ فيه الشافعي من المسائل بإيجاز الألفاظ، وأوردَ بالترجيح، ليشتركَ المبتدي والمتوسّطُ في فهمه، وشرعَ في إملائه سنةَ خمسٍ وأربعمائة، ثم كتب أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السرخْسي، المتوفّى سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة تكملةَ "التجريد"، ولجمال الدين محمود بن أحمد القونوي الحنفى، المتوفّى سنة سبعين وسبعمائة مختصره المسمّى بـ "التفريد" (١).

٢ - شرح "مختصر الكَرْخي" في فروع الحنفية.

قال الحافظ القرشي: و"شرحه" على "مختصر الكَرْخِي" في عِدّةِ مجلّدات.


(١) انظر: كشف الظنون ص ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>