للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان فاضلا جيّدا، صحيح العقيدة، ملازما للصلوات الخمس، محبا للعلم والعلماء، درّس، وأفاد مدّة من الزمان، وكان يوظّف الطلبة، ويقرئهم في علوم عديدة. وأسّس المدرسة العربية بـ"دهلي" سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف على نفقته، ورتّب العلماء، أجلّهم مولانا محمد علي الجاندبوري، وجعل الأرزاق السنية للمحصّلين، وكان شريكا غالبا في تأسيس المدرسة الكلية بـ"عليكره"، وعضدا قويا للسيّد أحمد بن المتقي الدهلوي.

وكان السيّد أحمد المذكور يريد أن يجمع مليونا ومائتي ألف أولا، ثم يؤسّس المدرسة، فخالفه في ذلك، وأسّس المدرسة قبل ذلك ببلدة "عليكره" في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، فاتقفا عليه مدّة طويلة، ثم وقع الخلاف بينهما في ولاية العهد، فكان السيّد أحمد المذكور يريد أن يولي بعده ابنه محمود، وسميع الله يخالفه فيه، ويقول له: نترك ذلك لمن يخلفنا، فمن يكون أصلح لهذا العمل ولوه عليها، واعتزل عنه، وأسّس دار إقامة للمحصّلين ببلدة "إله آباد" (١)، وهي عامرة آهلة حتى اليوم.

مات سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة "دهلي".

* * *

٢١٦٩ - الشيخ الفاضل العارف بالله تعالى الشيخ سنان خليفة،


(١) إله آباد: يحدّها من الشرق صوبة "بهار"، والغرب صوبة "آكره"، والشمال "آوده"، والجنوب "باندهو كده"، طولها ستون ومائة ميل، وعرضها عشرن ومائة ميل، … ولها عشرة "سركارات"، وسبع وأربعون عمالة. أما "سركاراتها" فهي "إله آباد"، "غازي بور"، "بنارس"، "جون بور"، "جنار كدة"، "كالنج"، "كورا"، "مانكبور". "كده"، "بهته".

<<  <  ج: ص:  >  >>