وأبي موسى ابني الإمام التلمساني المالكي، وترى النووي ينقل في "تهذيب الأسماء واللغات" في ترجمة المزني عن إمام الحرمين قوله:
أرى كلّ اختيار للمزني تخريجا، فيلحق بالمذهب، فإنه لا يخالف أقوال الشافعي، لا كأبي يوسف ومحمد، فإنهما يخالفان أصول صاحبهما، فيكون المزني في نظره في طبقة المجتهد في المذهب، وأبو يوسف ومحمد فوق مرتبة المجتهد في المذهب، لظهور مخالفتهما للإمام في الأصول والفروع، وإن حافظا علي انتسابهما له، عرفانا لجميله العظيم عليهما، وأما قول القائل: إنهما لا يقولان بقول، إلا إذا كان قولا سمعاه منه، فسنتحدّث عنه في فصل خاص، إن شاء الله تعالى.
[ثناء أهل العلم على أبي يوسف]
ترجم له الذهبي في "تذكرة الحفاظ" على عداد حفّاظ الحديث، ثم قال: وله أخبار في العلم والسيادة، قد أفردته وأفردت صاحبه محمد بن الحسن رحمهما الله في جزؤ وجزؤه في مناقب أبي يوسف مطبوع، سرد فيه الذهبي جملة صالحة من مناقبه تحت عنوان "ثناء الأئمة على أبي يوسف"، قال: ذكر أسد بن الفرات عن محمد بن الحسن، قال مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلمَّا خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها، وأومأ إلى الأرض.
عبّاس الدوري، سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف القاضي، فكتبت عنه (١)، ثم اختلفت بعد إلى الناس، قال: وكان أبو يوسف أميل إلينا من أبي حنيفة ومحمد إبراهيم بن أبي داود البرلسي، سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في
(١) وما كتبه عنه نحو ثلاثة قماطر في ثلاث سنوات كما سبق (ز).