للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا فِي سنة ثَمَان أوْ تسع وَعشْرين وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، صَالحا، عابدا، زاهدا، منتسبا إلى طَريقَة الصُّوفِيّة.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب ذكاء وفطنة ومحاورة، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم، ومهارة فِي الْفِقْه، وَكَانَ حسن السمت، صَحِيح العقيدة.

* * *

٥٩٢٠ - الشَّيْخ الفاضل يَعْقُوب الْكرْمَانِي *

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: من الْمَشَايِخ الْعِظَام والسادات الْكِرَام.

ولد رَحمَه الله ببلدة "شيخلو"، وَكَانَ أبوه من الأجناد العثمانية، والعساكر السُّلْطَانِيَّة، وَقد رغب المرحوم فِي تَحْصِيل المعارف الْمَعْلُوم فدار الْبِلَاد، واشتغل، واستفاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد بَينا هُوَ فِي اشْتِغَاله وَتَحْصِيل مجده وكماله، إذ رأى صُورَة الْحَشْر فِي الْمَنَام، وَشَاهد فِيهَا شَدَائِد السَّاعَة، وأهوال الْقِيَامَة، فَوَقع فِي حسرة واضطراب، وأراد التشبث بالأسباب، فَاطلع على فِئَة فِي فَيْء شَجَرَة لم يرهقهم ذلة وَلَا قترة، وهم عَن شَدَائِد ذَلِك الْيَوْم سَالِمُونَ من الَّذين لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ، وإذا بمناد يُنَادي، ويملأ بِصَوْتِهِ ذَلِك النادي أن أردت سَبِيل الْخَلَاص، ورمت طَرِيق المناص فلتجتهد فِي اللحوق والانضمام إلى هَذِه الأقوام، فإن لَهُم الزلفى عِنْد رَبهم فِي دَار السَّلَام، فرامهم المرحوم، وَقصد وجد واجتهد حَتَّى لحق بهم،


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٤١٧، ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>