عبد المنذر العمري، وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما رجع المشركون من بدر إلى "مكة" حرم الدهن، حتى يثئر من محمد وأصحابه، فخرج في مائتي راكب في حديث الزهري، وفي حديث ابن كعب في أربعين راكبا، فسلكوا النجدية فجاؤوا بني النضير ليلا، فطرقوا حيي بن أخطب ليستخبروه من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأبى أن يفتح لهم، وطرقوا سلام بن مشكم، ففتح لهم، وقراهم، وسقاهم خمرا، وأخبرهم من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان بالسحر خرج أبو سفيان بن حرب، فمرَّ بالعريض، وبينه وبين "المدينة" نحو من ثلاثة أميال، فقتل به رجلًا من الأنصار، وأجيرا له، وحرق أبياتا هناك وتبنا، ورأى أن يمينه قد حلت، ثم ولى هاربا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فندب أصحابه، وخرج في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار في أثرهم، يطلبهم، وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون، فيلقون جرب السويق، وهي عامة أزوادهم، فجعل المسلمون يأخذونها، فسميت غزوة السويق، ولم يلحقوهم، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "المدينة"، وكان غاب خمسة أيام.
[١٣ - غزوة قرقرة الكدر]
ويقال: قرارة الكدر، ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قرقرة الكدر، ويقال: قرارة الكدر للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره، وهي بناحية معدن بني سليم قريب من "الأرضية" وراء "سد معونة"، وبين "المعدن" وبين "المدينة" ثمانية برد، وكان الذي حمل لواءه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، واستخلف على "المدينة" عبد الله بن أم مكتوم.
[١٤ - سرية قتل كعب بن الأشرف]
ثم سرية قتل كعب بن الأشرف اليهودي، وذلك لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر رسول