للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٠٤ - الشيخ العالم عبد الله الملتاني، أحد كبار المذكّرين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: قدم "دهلي" في عهد فرخ سير بن عظيم الشأن سلطان "الهند"، وتعاهد الوعظ، والتذكير في كلّ جمعة في الجامع الكبير بمدينة "دهلي"، فحصل له القبول العظيم، وكان شديد النكير على الإمامية، أنكر على جعفر بن قاسم الدهلوي، وكان يستمع الغناء، ويغنّى لديه الأبيات في حمد الله سبحانه، وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومدح أهل بيته، فاحتسب عليه عبد الله، واتّهمه بالرفض، وأنكر عليه.

ولما كان أصحاب جعفر يضعون جباههم على الأرض، ويقبّلونها بين يديه تعظيما له، قال: إنها سجدة، وهي لا تجوز ليغر الله سبحانه، فأجابه جعفر، إنهم يشاهدون الله سبحانه، فيسجدون له، وتبرّأ من الرفض، بأن المغنّين لا يحفظون غير منقبة الأئمة، فإن كانوا يحفظون غيرها مما يشتمل على مدح الصحابة لأمرتهم أن يغنّوا بها، وإني أكره أن أمنعهم من مدح أهل البيت، وعبد الله كان ينكر عليه في تذكيره في كلّ أسبوع يوم الجمعة.

فهمّ بعض الناس أن يسطوا بجعفر، ويهينوه، فدفعهم عنه أصحابه، وأرادوا أن يقتلوهم وحصلت بها هنالك ضوضاء، وقتل وثني في ذلك النزاع، فاجتمع العلماء، واستغاثوا إلى السلطان، فاستفتى السلطان شريعة خان قاضي قضاة "الهند"، فأجابه بأن جعفر صحيح العقيدة، وأن ما يقول عبد الله غير ثابت، ولكنّ المناسب لدفع الفساد أن ينتقل جعفر عن مكانه.

فأشار إليه صنوه نواب خان دوران خان أن ينتقل إلى حظيرة الشيخ نظام الدين البدايوني، وأمر عبد الله أن يذهب إلى "الملتان"، وأنجح حاجته،


* راجع: نزهة الخواطر ٦: ١٧٥، ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>