للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٨٨ - عبد الحق بن فضل حق بن فضل إمام العمري الخير آبادي، أحد العلماء المبرّزين في المنطق والحكمة *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يكن مثله في زمانه، تخرّج على والده، ولازمه مدّة طويلة، ثم قرّبه نواب كلب علي خان الرامبُوري إلى نفسه، ولم يتركه يذهب إلى بلاد أخرى، ولما توفي الأمير المذكور قام مقامه ولده مشتاق علي خان، وكان معتوها، فصار الحلّ والعقد بيد وزيره أعظم الدين خان، فخرج عبد الحق من "رامبور"، وأقام ببلدته زمانا، ثم سافر إلى "حيدر آباد"، وتقرّب إلى بعض الأمراء، فنال المنصب، وصار راتبه الشهري مائتين من النقود المروّجة بـ "حيدر آباد" بدون شرط الخدمة، فرجع إلى بلدته، وأقام بها إلى أن توفي مشتاق علي خان المذكور، وقتل أعظم الدين خان، واستقلّ بالملك حامد علي خان بن مشتاق علي خان، فاستقدمه حامد علي خان المذكور إلى "رامبور"، وخصّه بالعناية، فأقام بـ "رامبور" إلى أن توفي إلى الله سبحانه.

وكان إماما جوّالا في المنطق والحكمة، عارفا بالنحو واللغة، ذا سكينة، ووقار، ووفور ذكاء، وحسن تعبير، وخبرة بمسالك الاستدلال، ولطف الطبع، وحسن المحاضرة، وملاحة النادرة إلى حدّ لا يمكن الإحاطة بوصفه، ومجالسته هى نزهة الأذهان والعقول، بما لديه من الأخبار، التي تشنف الأسماع، والأشعار المهذّبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، حتى كان من سحر بيانه يؤلّف بين الماء والنار، ويجمع بين الضبّ والنون، وكان مداعبا مزاحا، ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا


* راجع: نزهة الخواطر ٨: ٢٣٨ - ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>