ثم سرية زيد بن حارثة إلى "الطرف" في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى "الطرف"، وهو ماء قريب من "المراض" دون "النخيل" على ستة وثلاثين ميلا من "المدينة" طريق "البقرة" على "المحجة"، فخرج إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا، فأصاب نعما وشاء، وهربت الأعراب، وصبح زيد بالنعم "المدينة"، وهي عشرون بعيرا، ولم يلق كيدا، وغاب أربع ليال، وكان شعارهم أمت أمت.
[٤٠ - سرية زيد بن حارثة إلى حسمى]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى "حسمى"، وهي وراء "وادي القرى" في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر، وقد أجارَه، وكسَاه، فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس من جذام بـ"حسمى"، فقطعوا عليه الطريق، فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب، فسمع بذلك نفر من بني الضبيب، فنفروا إليهم، فاستنقذوا لدحية متاعه، وقدم دحيةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه بذلك، فبعثَ زيدَ بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية، فكان زيد يسير الليلَ، ويكمن النهارَ، ومعه دليل له من بني عذرة، فأقبلَ بهم، حتى هجم بهم مع الصبح على القوم، فأغاروا عليهم، فقتلوا فيهم، فأوجعوا، وقتلوا الهنيد وابنه.
[٤١ - سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى "وادي القرى" في رجب سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زيدا أميرا سنة ست.