كان رحمه الله تعالى مشتغلا بالعلم غاية الاشتغال، وبلغ فيه مرتبة الفضل، وكان له حسن سمت ولطف معاشرة مع الناس، وكان صاحب وقار وأدب تام.
وله حواش على أوائل "حاشية شرح التجريد"، كلمات متعلّقة بـ "شرح الوقاية" لصدر الشريعة، و"رسالة في جواز استخلاف الخطيب"، و"رسالة في جواز الذكر الجهري"، وغير ذلك، رحمه الله تعالى.
* * *
١٤٠٨ - العالم الفاضل الكامل حسام الدين حسين الشهير بابن الطبّاخ *.
ولد رحمه الله بمدينة "كليبولي"، ثم قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل سيّدي القراماني، ثم صار مدرّسا بمدرسة "كليبولي"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "توقات"، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير داود باشا بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "أزنيق".
ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة "أدرنه" ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار قاضيا بمدينة "بروسه"، ثم عزل عن ذلك، وصار مدرّسا ثانيا بإحدى المدارس الثمان، وعيّن له كلّ يوم ثمانون درهما، ثم ترك التدريس وعيّن له كلّ يوم مائة درهم بطريق التقاعد، ومات على تلك الحال في سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما فاضلا، ذكيا، نافذ الطبع، نقيّ الفكرة، وكان مشتغلا بنفسه، وكان لا يذكر أحدا بالسوء، ولا يتذلّل إلى أرباب