وتتلمذ على حضرة الشيخ أناس كثيرون، أفضلهم الشيخ محمود حسن، أكبر أنجال الشيخ ذو الفقار علي، تلقى جلّ دراسته في "ديوبند"، وسمع الحديث عن حضرة الشيخ، وأتم عليه دراسته، وارتوى من منهله الفيّاض، وهو أول من نيطت به عمامة التخرّج في دار العلوم ديوبند.
وثانيهم: الشيخ فخر الحسن الكنكوهي أشبه الناس بحضرة الشيخ استقامة من صفوة أصحابه وحواريه، له مقدرة فائقة، كعب عال في العلوم، وهو الآخر، قد تلقى دراسته في "ديوبند"، وبدأها على الشيخ رشيد أحمد.
وثالثهم: الشيخ أحمد حسن الأمروهوي، أخلص له حضرة الشيخ المودة، وهو رجل ذو كفاءة بالغة، وأوفق الناس لحضرة الشيخ، وله تلامذة دون هؤلاء، كثيرة ما هم.
وكان حضرة الشيخ في أول أمره يستنكف أن يبايعه على يده أحد، رغم ما أذن له الشيخ الحاج -يعني به الشيخ الحاج إمداد الله المهاجر المكّي- بالبيعة، ثم أقبل عليه بعد ما أكّدوا عليه كثيرا، فبايعه أناس لم يأذن لأحد منهم بالمبايعة، وإن كان فيهم عدد غير قليل من أصحاب اجتهاد، وأحوال.
وأصبح -اليوم- يرفض المبايعة، فإن أصرّ عليه أحد أمره ببعض الأوراد والأذكار، ولقد بزّ أصحابه والمعجبون به أهل زمانهم تحقيقا لرضى شيخهم، ووفاء له، رغم أن حضرة الشيخ لم يكن يعاملهم إلا معاملة الأصدقاء والإخوان، ولشدّ ما كان يتضايق أن يكثروا من تعظيمه وتوقيره، وقد أرّخ غير واحد من العلماء لوفاته يطول استيعابه، وإنما أتعرض لاثنتين منها أعجباني، أولهما ما قمت بتاريخه وهو "كيا جراغ كل هوا؟ "(أي ما أسوا أن انطفأ السراج) ونظمته في غير وجه.