للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بعض نماذج من أجوبته وأحكامه]

أخرج الخطيب كان أبو يوسف راكبا وغلامه يعدو وراءه، فقال له رجل: أتستحلّ أن يعدو غلامك، لم لا تركبه؟ فقال له: أيجوز عندك أن أسلم غلامي مكاريا؟ قال: نعم، قال: فيعدو معي كما يعدو، لو كان مكاريا. وأخرج ابن أبي العوام عن الطحاوي عن جعفر بن أحمد بن الوليد عن بشر بن الوليد الكندي، أنه سمع أبا يوسف يقول: وقد قال له رجل: لي أب نصراني ضرير، فربما لقيته ماضيا إلى الكنيسة، وربما لقيتُه منصرفا عنها، أفآخذ بيده، فقال له أبو يوسف: إن كان ماضيا إليها، فلا تأخذ بيده، وإن كان منصرفا عنها فخذ بيده.

وسمع الحسن بن أبي مالك أبا يوسف يقول: مرضت مرضا نسيت فيه كلّ ما كنت أحفظه، حتى القرآن، ولم أنس الفقه، فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال علمي بما سوى الفقه علم حفظ، وعلمى بالفقه علم هداية، فأنا فيه كرجل غاب عن بلده سنين، ثم دخله بعد ذلك، أفتراه تغيب عنه طريق منزله؟. وسمع بشر بن الوليد أبا يوسف يقول: لا ينبغى للمرأة أن تكشف رأسها عند عبدها، ولا عند عبد ابنها، ولا عند عبد أبيها، ولو أن رجلا غسل رأس أمه، وفلاه، وكان هذا من برّها، وسمع هلال الرأي أبا يوسف، يقول: مخاشنة الولاة ذلّ، ومخاشنة القضاة فقر، وسمعه أيضا يقول في كتاب الصكّ: لا أقلّ من عشرة من الشهود، اثنان يموتان، واثنان يغيبان، واثنان يزوران، واثنان يثبتان، واثنان لا يؤدّيان. وعند الموفّق ردّ أبو يوسف شهادة علي بن عيسى الوزير، حيث بلغه أنه لا يصلّي الصلوات في الجماعة، حتى بنى علي بن عيسى مسجدا في صحن داره، فكان يشهد الجماعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>