للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُوِيَ أنه لما تمّ ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ يَوْمًا جَاءَ خبر وَفَاة السُّلْطَان محمد خان، فَتوجّه السُّلْطَان بايزيدخان إلى "قسطنطينية"، وَبعد خَمْسَة أيام من توجّهه سمع فِي الطَّرِيق أن الْوَزير مُحَمَّد باشا قد قتل.

حُكيَ أن الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء عمل لَهُ وفْق مائَة في مائَة، وَكَانَ يحملهُ الْوَزير على رَأسه، وَعند وَفَاة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان عرق عرقا كثيرًا لشدَّة حيرته وخوفه، فانطمس بعض بيُوت الوفق الْمَذْكُور، فأرسله إلى الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء ليصلحه، فَقتل الْوَزير الْمَزْبُور قبل وُصُول الوفق إليه، وَلَعَلَّ هَذَا مَا رَآهُ الشَّيْخ الْمَزْبُور من رسم الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء دَائِرَة حول الْوَزير الْمَذْكُور.

ثمَّ إنْ السُّلْطَان بايزيدخان بعد جلوسه على سَرِير السلطنة أرسل الشَّيْخ الْمَزْبُور مَعَ أربعين رجلًا من أصحابه إلى الحج، ليدعوا هُنَاكَ لدفع الطَّاعُون من بِلَاد الرّوم، فأعطى الشَّيْخ صرّة من الدَّرَاهِم، وأعطى كلّ وَاحِد من أصحابه ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم، فَمَاتَ الشَّيْخ فِي الطَّرِيق ذَهَابًا.

رُوِيَ أنه بعد توجّه الشَّيْخ إلى الحَج خفّ الطَّاعُون فِي "قسطنطينية" عدَّة سِنِين، بل انْقَطع فِي تِلْكَ الْمدَّة بإذن الله تَعَالَي، قدّس الله سرّه الْعَزِيز.

* * *

٥٠٤١ - الشيخ العالم الكبير محمد جميل بن المفتي عبد الجليل بن المفتي شمس الدين، الصدّيقي، البرونوي، الجونبوري *


* راجع: نزهة الخواطر ٦: ٣٠٢، ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>