ومن سنة ١٣٠٨ هـ تجرّد لأخذ الحديث، فأخذ أكثر "جامع الترمذي" عن شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وأكثر "سنن أبي داود"، عن الإمام الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي نور اللَّه مرقدهما، وقرأ بقية كتب الحديث على الشيخ عبد الكريم الفنجابي الديوبندي في جهلي الذي كان تلميذا لحجّة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، والإمام الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي، قدّس سرّهما، وتفقّه على شيخ الهند، وكان شيخ الهند في الباب العلمي كالأب له، وبقية الأساتذة كانوا كالأعمام والأجداد (لأنه أخذ عن شيخ الهند الحديث والتفسير والفقه والأصول جميعا)، وقد دعا له الشيخ محمد صديق أن يسّر اللَّه له الوصول إلى عالم راسخ في العلوم، وذلك حينما أراد الخروج في سبيل العلم، فكان يرى استجاب دعوته عيانا، حيث أن اللَّه جلّ وعلا وفّقه للاستفادة والانتفاع من علوم شيخ الهند.
كان رحمه اللَّه يجد علما في دروس شيخ الهند، الذي لا يوجد في الحواشي، فعظم قدره لديه، وأيقن أنه لابدّ من الأخذ عن مثل هذا الشيخ، فلازمه، واستفاد رحمه اللَّه تعالى من علوم الإمام الرباني رشيد أحمد الكنكوهي أيضًا.
كثيرا يقول: نفعني اللَّه بما تفقّهت على شيخ الإسلام رشيد أحمد الكنكوهي، واستفدت منه كثيرا، ولصحبة الشيخ أثر في نفسي، منعني عن التحوّل، وتجلّى لي الطريقة الولي اللّهية ورأيت، بعيني رأسي إماما متقنا مجتهدا في مذهب الإمام أبي حنيفة. انتهى بلفظه.
ثم رأى رحمه اللَّه تعالى أن الشيخ عبد الكريم البائلي كتب ما سمع من تحقيقات الإمام الكنكوهي في شرح الأمّهات الستّة، وكانت مسوداته قليلة المباني، كثيرة المعاني، فأخذ عنا ما كتب على "جامع الترمذي"، و"سنن أبي داؤد"، و"النسائي"، وحفظها.