للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في كثير من الأحوال، وهذا ما كان يصحّ منه، لولا أنه من أقران أو أنه أكبر منه سنا، وهذا ما يستأنس به فيما لاحظناه على اختلاف الروايتين المتباعدتين كلّ التباعد، على أن مواليد الأسلاف فيها اختلاف كبير واضطراب عظيم، لتأخّر تدوين كتب الوفيات، ولا يوجد من عني بالتراجم قبل الواقدي المتوفى سنة ٢٠٧ هـ، وهو أدرك طبقة أبي يوسف، فيقلّ غلطه في وفيات رجال هذه الطبقة، بخلاف مواليدهم التي لم يدركها، هذا ما عنَّ لي في هذا البحث، وللقارئ الكريم أن يختار ما يطمئنّ إليه قلبه، والله أعلم.

[اتصال أبي يوسف بمجلس أبي حنيفة]

قال موسى بن حزام: أنبأنا خلف بن أيوب، سمعت أبا يوسف، يقول: كنت أختلف إلى ابن أبي ليلى، وكانت لي عنده منزلة، وكان إذا أشكل عليه شئ من المسائل يطلب ذلك من وجه أبي حنيفة، وكنت أحبّ أن أختلف إلى أبي حنيفة، وكان يمنعني الحياء منه، فوقع بيني وبينه سبب ثقل عليه، فاغتنمت ذلك، واحتبست عنه، واختلفت إلى أبي حنيفة، كما رواه أبو عبد الله بن منده الحافظ عن الحارثي بسنده إلى أبي يوسف، وذلك السبب هو انتهاب أبي يوسف من السكر المنثور في زواج بنت ابن أبي ليلى، ومنع ابن أبي ليلى من ذلك قائلا: إن النهبى مكروهة، فقال له أبو يوسف: إنما كره النهبى في العساكر، فأما في العرسات فلا بأس، قال أبو يوسف: فتغير، فتحولت إلى أبي حنيفة، فيظهر أن ابن أبي ليلى لم يتذكر إذ ذاك مورد النهي عن النهبى، والإنسان عرضة للنسيان، وقد ورد في الحديث أنه نثر شيء في إملاك (١)، فلم يأخذوه.


(١) حفل زفاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>