على أكابر علمائه في فنونهم، واستعمل معهم اللين والرفق، حتى اشتمل على مضمونهم، ثم هاجر لقضاء فرضه، وإمضاء ما به يتوصّل لقصده، ونقي عرضه، إلى أن قلت: وقد استدللت حين قراءته ومخالطته على مزيد براعته، وبديع تصوره، ومنيع تعرفه في تنويعه، وتدبره، وتأسفه على عدم طول المدة، ليحظى ببلوغه من هذا الشأن قصده، ولكنه على كل خير مانع، ورب مكثر فاقه من هو بما أتقنه قانع، وقد استفاد، وأفاد، واستعاد ما قد يخفى فيه المراد، وحقق، وتوثق، واغتبط، وارتبط، وأنشد في غضون ذلك، والدخول في هذه المسالك طائفة ممن حضر معه، وصور الفضيلة التي شاهدها منه أبياتا امتدح بها المصنف بليغة في معناها للعارف المنصف، فكان ذلك من تتمات فضائله، ومهمات الدلائل على لطفه، وحسن شمائله، بحيث اشتهرت بالمسجد الشريف فضيلته، وتقررت أوصافه وفطنته.
* * *
١٨٦٣ - الشيخ الصالح راجي محمد بن شيخ خان الأجيني، كان من نسل الشيخ عين القضاة الهمداني *.
اشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى "برهانبور"، فأقام بها سنتين، وقرأ بعض العلوم على أساتذتها، ثم رحل إلى "أحمد آباد" بيدر، ولازم الشيخ محمد بن إبراهيم الإسماعيلي الملتاني اثنتي عشرة سنة، ودخل "أجين" سنة ثلاثين وتسعمائة، فسكن بها، ودرّس خمسين سنة.