رميا شديدا، كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلا، فيهم عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، وسعيد بن العاص، ورمي عبد الله بن أبي بكر الصديق يومئذ، فاندمل الجرحُ، ثم انتفض به بعد ذلك، فمات منه.
[٧٣ - سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم]
ثم سرية عيينة بن الحصن الفَيزَاري إلى بني تميم، وكانوا فيما بين "السقيا" وأرض بني تميم، وذلك في المحرَّم سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينةَ بنَ حصن الفزاري إلى بنى تميم في خمسين فارسا من العرب، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، فكان يسير الليلَ، ويكمنُ النهارَ، فهجم عليهم في صحراء، فدخلوا، وسرحوا مواشيَهم، فلمَّا رأوا الجمعَ ولوا، وأخذ منهم أحد عشر رجلا، ووجدوا في المحلة إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا، فجلبهم إلى "المدينة".
[٧٤ - سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم]
ثم سرية قطبة بن عامر إلى "خثعم" بناحية "بيشة" قريبا من "تربة" في صفر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قطبة بن عامر بن حديدة في عشرين رجلا إلى حي من "خثعم" بناحية "تبالة"، وأمره أن يشنّ الغارةَ عليهم، فخرجوا على عشرة أبعرة، يتعقّبونها، فأخذوا رجلا، فسألوه، فاستعجم عليهم، فجعلَ يصيح بالحاضر، ويحذرهم، فضربوا عنقه، ثم أمهلوا حتى نام الحاضر، فشنّوا عليهم الغارةَ، فاقتتلوا قتالا شديدا، حتى كثر الجرحَى في الفريقين جميعا، وقتل قطبة بن عامر من قتل، وساقوا النعمَ والشاءَ والنساءَ إلى "المدينة".