بعد ما فرغ من كتب الفلاسفة وجّه نظره إلى أصول الفقه فأخذ المبادئ عن شيوخ جامعة ديوبند، منهم: الشيخ الحافظ أحمد بن حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وقرأ على شيخ الهند الشيخ محمود حسن الديوبندي "الهداية" في الفقه، و"المطوّل"، و"التوضيح"، و"التلويح" في الأصول، و"المطوّل" شرح "التلخيص"، و"تفسير البيضاوى"، وراجعه في كثير من المشكلات، فأوضح له الطريق، وأحبّه حبّا ذوقيا عقليا.
ونجح في الاختبار نجاحا باهرا في شعبان سنة ١٣٠٧ هـ، وشهدته شيوخ الجامعة بالفلاح على الدرحة الانتهائية التي لم يصل إليها في تاريخ الجامعة إلا واحد أو اثنان، وكان ذلك من فضل اللَّه عليه.
وبعد الفراغ من كتب الأصول والكلام اشتغل بمطالعة كتب الإسلام للشيخ محمد قاسم النانوتوي، فوجد فيها ضالته وشفاء صدره، لأنه لا يأتي بجملة إلا ويستدلّ عليها بالعلوم المتعارفة، يأتي بأمثلة الرياضى في إيضاح المسائل، ولا ينقل شيئا من مقدّمات دليله عن رجل من السابقين، حتى يحتاج الناظر إلى معرفة اصطلاحاته، يقيم الحجج والبينات على الهنود والنصارى والمشركين، وكان العلامة السندي عارفا ببعض معتقداتهم، فوصلت كلمات حجّة الإسلام إلى أعماق قلبه، فنجا بحمد اللَّه من تشويشات الفلاسفة والمتكلمين والملاحدة والدهريين.
كان العلامة السندي معتادا بأخذ المضامين المسلسلة الطويلة، وكانت حافظته قوية، فأخذ من كتب حجّة الإسلام النانوتوي بحظّ وافر.
[المبشرات]
في تلك الأيام رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في واقعة، يبشّره بوصوله إلى مرتبة رجل كبر من أهل العلم في القرن الثامن، ورأى الإمام أبا حنيفة رحمه اللَّه تعالى، وحفظ خطابه لأبي يوسف، ورأى بعض أصحابه رؤيا صالحة، ما حكى له منها، إلا أن جماعة عظيمة من الناس أجمعوا على الاقتداء به.